كشف رئيس لجنة المتابعة بوكالة الوزارة للبعثات الدكتور محمد الحربي، عن إمكانية حصول الطالب المبتعث على موافقة طلب رحلة علمية، حتى وإن كانت الجهة المستضيفة للطالب من القطاع الخاص.

وقال الحربي: إنه يشترط فقط أن تكون العينة المطلوبة في البحث عريضة، بمعنى أن تكون شركة كبيرة، وليست مؤسسة صغيرة لا تستوفي أهداف وآلية البحث.. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته وكالة وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات في مدينة بورتسموث مؤخرا.

وكانت الملحقية ترفض قيام الطلاب برحلات علمية لشركات القطاع الخاص بالسعودية، حيث تشترط أن تكون الجهة حكومية بالكامل.

وكانت "الوطن" قد نشرت مؤخرا، عن شكوى بعض الطلاب الذين لا يحصلون على أي دعم لغير الجهات الحكومية، الأمر الذي اضطر عددا منهم في وقت سابق إلى تحمل تكاليف الدراسة العلمية بالكامل.

يأتي ذلك، فيما باتت اللقاءات التي تعقدها وزارة التعليم العالي في بريطانيا غير جاذبة للطلاب المبتعثين، وخالية من الوجود الكثيف الذي كان سمة بارزة في السنوات الأولى لبرنامج الابتعاث، حيث كانت هذه اللقاءات تكتظ سابقا بالطلاب الذين يحرصون على حضورها ويشدون الرحال من أجلها.

ويعود ذلك إلى البوابة الإلكترونية التي وجد فيها المبتعثون إجابة لكثير من التساؤلات التي يطرحونها، وكذلك تقديمها لجميع الخدمات والطلبات التعليمية والمالية التي يحتاجونها، وكشفت سلسلة الجولات التي عقدتها وكالة وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات في عدد من المدن البريطانية خلال الأسبوعين الماضيين، عزوف كثير من الطلاب والطالبات عن حضور هذه اللقاءات، بينما اكتفى عدد قليل جدا منهم بإرسال سؤاله عبر الإيميل أو "تويتر".

وقال الحربي: إن البوابة الإلكترونية أصبحت أفضل وأسرع وسيلة للتواصل بين المبتعثين والملحقيات الثقافية، ووزارة التعليم العالي، مشيرا إلى أنها تساعد في حل مشاكل، وتنفيذ طلبات جميع الدارسين حول العالم، حيث يتم الرد على الطالب في غضون 72 ساعة أو أقل، لافتا إلى أن الوزارة تسعى حاليا لأن يكون الرد على طلبات واستفسارات الطلاب في غضون 24 ساعة فقط.

وحث الطلاب على تنفيذ جميع طلباتهم من خلال البوابة، دون الحاجة للاتصال أو السفر إلى الملحقية إلا في الحالات الطارئة، مشيرا إلى أن تقديم طلباتهم مبكرا يساعد الملحقية في متابعة الطلب بصورة صحيحة، وعدم تأخير الطلب حتى آخر لحظة.

وأشار الحربي إلى أهمية تعرف الطلاب على كافة الأنظمة الخاصة بوزارة التعليم العالي، ومزايا برنامج الابتعاث، وأن يكونوا على دراية كاملة بآلية المطالبة بها عند الحاجة، مشيرا إلى أن طلبات بعض الطلاب تتأخر أحيانا أو تلغى بسبب اختيارهم لنماذج طلبات مختلفة عن ما يطلبونه، الأمر الذي يضطرهم إلى تقديم الطلب مرة أخرى. شارك في اللقاءات مع المبتعثين ممثلون من وكالة وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات وهم: المستشار بوزارة التعليم العالي سابقا حمد القاضي، ومن الملحقية الثقافية مساعد الملحق للشؤون الأكاديمية والتعليمية الدكتور محمد الأحمدي، ومن إدارة الشؤون التعليمية بالملحقية الدكتور عبدالرحمن العمري، واتسمت بالجدية والصراحة رغم قلة الحضور.

وتنوعت أسئلة الطلاب والطالبات ما بين طرح المشاكل والاستفسارات التعليمية وبين الشكوى من الغلاء المعيشي في بريطانيا، وكان أبرزها عن موعد تفعيل قرار مجلس الوزراء في رفع مكافأة المرافق للمبتعث، وكذلك زيادة المكافآت، وصرف بدل الحضانة التي تستنزف المبالغ الشهرية الباهظة.

ولم يكن وفد الوزارة يملك إجابات صريحة لمثل هذه الأسئلة، حيث تعود قرارات كهذه إلى إدارات أخرى داخل الوزارة، أو إلى جهات أخرى، بينما كان الهدف من هذه اللقاءات هو الوقوف على المشاكل التعليمية للطلاب من جميع المراحل، وكذلك كل ما يتعلق بعمل الملحقية الثقافية وتعاملها وتواصلها مع الطلاب.

وتركزت أسئلة الطلاب حول فتح الجامعات المقفلة، والانضمام للبعثة، وتغيير التخصصات، وتمديد مدة البعثة، وآلية الحصول على رحلة علمية، وزيادة فرصة التعويض عن المؤتمرات العلمية لطالبي الدراسات العليا.

وقام وفدا الوزارة والملحقية بشرح الأنظمة، وطريقة التواصل مع الملحقية من أجل البت في بعضها مما يستحق المتابعة، أو إعادة النظر، وحول بعض المشاكل التي تحصل للطلاب مع الجامعات ومعاهد اللغة، طالب الوفد بضرورة نقل هذه المعوقات للملحقية والتي ستقوم بدورها بالتواصل مع الطالب وفي نفس الوقت مع الجامعة أو المعهد أيضا.

وقام الوفد بتدوين المشاكل التي تخرج عن نطاق صلاحية وعمل الملحقيات من أجل إيصالها للمسؤولين في وزارة التعليم العالي، كما حرص ممثلو الوزارة على تقديم توجيهات وتوضيحات للمبتعثين عند طرح أي سؤال من أجل إنجاز طلباتهم الدراسية والمالية وتسهيل دراستهم.

وبعيدا عن مشاكل الابتعاث والدراسة، نجحت الوزارة في نقل المبتعثين إلى أجواء غير تقليدية من خلال مشاركة الأديب حمد القاضي، الذي عاد بالمبتعثين إلى بلاغة المتنبئ، ثم انتقل بهم إلى حروف وأبيات الشاعر سعد البواردي، ونزولا على رغبات عدد من المبتعثين تطرق القاضي لقصص وحكايات الوزير والسفير المثقف الدكتور غازي القضيبي، وحبه وإخلاصه لوطنه.