رغم قلة المورد المالي الذي يدعم تنظيم دوريات الأحياء الشعبية (الحواري)، إلا أنها ما زالت تساهم في تصدير كثير من اللاعبين إلى الأندية المحلية ودول الخليج.

من أشهر اللاعبين القدامى الذين عرفتهم ملاعب كرة القدم في المملكة، كان السهم الملتهب ماجد عبدالله، الذي لعب في بداياته مع فريق (شباب الهنداوية) بجدة قبل أن ينتقل للرياض مع والده وينضم إلى النصر، والسد العالي أحمد جميل (المواليد)، والأنيق خالد مسعد (القريات)، والحراثة محمد شلية (النزلة)، والمعلم مروان بصاص (الهنداوية)، ولاعب الاتحاد السابق محمد القرني (القريات).

يقول منظم دوريات حواري جدة المعروف عبدالعزيز المدي: "دخلت كرة القدم إلى المملكة قبل عشرات السنين عن طريق ميناء جدة الإسلامي من قبل السودانيين وبعض الطليان، وانتشرت في الأحياء الشعبية التي تكونت فيها فرق ذاع صيتها بعد ذلك، كالهلال البحري والمريخ والمصفاة والهنداوية والقادسية والمواليد والعربي والبعداني، تقام منافساتها على ثلاثة ملاعب هي كندا و القبي والبلد". ويضيف: "ما زالت حواري جدة تصدر لاعبين أبرزهم الآن لاعب فريق الوحدة إسلام سراج، الذي انضم إليه من فريق شباب الهنداوية والذي يفاوضه نادي الاتفاق حاليا".

ويتابع المدي: "أبرز اللاعبين الحاليين الذين صدرتهم الحواري هم: لاعب الأهلي مصطفى بصاص من حي الهنداوية، كما لعب في فرق النسيم والقايدي والمدي، هداف الدوري البحريني محمد الشمراني، شقيق مهاجم الهلال الحالي ناصر الشمراني".

ويتحدث المدي عن هذه الدورات بقوله: "انطلقت هذه الدورات في حي الهنداوية بجدة، حيث كنا نسحب الكهرباء من المنازل ونلعب على (لمبات أبو كوع) نضع خلفها ورق القصدير. وأول دورة نظمت كانت قبل 30 سنة بمسمى "دورة عمدة حي الهنداوية" بمشاركة أحياء البخارية والشيخ والسبيل".

ويسترجع المدي الذكريات فيقول: "نسينا أن ندعو صاحب المنزل العم سعيد الغسال، إلى المباراة الختامية الذي كان يمدنا بالكهرباء من بيته، فغضب علينا وسحب السلك فانطفأت الأنوار في الملعب أثناء إقامة المباراة.. وهنا تدخل العمدة وقدمنا للعم سعيد - يرحمه الله - هدية لمراضاته، فأعاد الكهرباء إلى الملعب وتأجل النهائي إلى اليوم التالي".

ويعرج المدي إلى معاناة هذه الفرق التي لا يستطيع بعضها أن يوفر قيمة الاشترك البالغة 2000 ريال، مطالبا أمانة جدة بالمساهمة في صيانة ملعب الشربتلي والموافقة على إدخال الكهرباء فيه، حيث لم يتم التمكن من الوصول إلى صاحب الأرض ولا يزال الاعتماد قائما على المولد الذي يعمل بالديزل. ويوضح: "انطلقت الدورات الرمضانية عام 1996 في حي البوادي وهي تعد من أقوى البطولات المنظمة للأحياء الشعبية، وتتسم بالندية والإثارة، حيث تقسم الفرق الـ24 إلى خمس مجموعات، للوصول إلى 16 فريقا ثم اختيار أفضل ثوالث حسب النتائج والأهداف، وأفضل فرقها شباب ميلان من المصفاة، والربيع من غليل، والمدي من الهنداوية والعربي من مشرفة والبعداني من الشرفية". ويضيف: "من أشهر من ينظم دورات رمضانية حاليا هو لاعب النصر محمد نور، الذي يقيم دورة نور لجميع الأعمار، يقدم فيها جائزة بقيمة 50 ألف ريال للفائز بالمركز الأول و20 ألف ريال للوصيف. كما ينظم لاعب الاتحاد سابقا جبرتي الشمراني، دورة رمضانية في حي غليل للكبار".

ويختم المدي: "هناك دورات أكاديميات كرة القدم التي تأسست بفكرة من أخي الأصغر بكر المدي في 2007، وتقام في يناير من كل عام ميلادي، ووصل عدد فرقها اليوم 24 فريقا، بمشاركة جميع الأحياء وأشهرها الكندرة والسبيل وغليل والنزلة".