كانت "الوطن" أول من زفت بشرى تقديم موعد تسليم ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة من نهاية 2014 إلى نهاية 2013 لسكان عروس البحر الذين طالما انتظروا تحقيق حلم أن يكون في مدينتهم الساحلية الجميلة (جدة) ملعب يرضي جنونهم كرياضيين ومشجعين.

ووجد هذا الخبر أصداء قوية في الوسط الرياضي لما فيه من تلبية لطموحاتهم باستضافة أحداث كروية مهمة على مستوى القارة الآسيوية والعالم أجمع.

وبناء على توجيهات رسمية مدعمة بتوفير كافة الإمكانات اللازمة للشركة القائمة على المشروع، يجري التشييد على قدم وساق وعلى مدار الساعة، كي تتمكن من الإيفاء بتسليم الاستاد في الموعد الجديد. فبعد درة الملاعب، استاد الملك فهد الدولي بالرياض، تتشوق الجماهير لافتتاح التحفة المعمارية الرائعة، استاد الملك عبدالله بجدة في ديسمبر المقبل.

مرافق


يقع الملعب في منطقة متطورة عمرانياً تبعد عن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بـ3 كم، ويتسع لنحو 60 ألف متفرج، وتبلغ مساحته 3 ملايين متر مربع، وسوره الخارجي 7400 كم، والطريق الدائري 3.5 كم، ويحتوي على 18 مقصورة ومرافق ملكية لاستضافة نحو 200 ضيف، وغرف خاصة VIP مطلة على الملعب بشكل مباشر، ومطعم، وشاشتي عرض إليكترونيتين للنتائج 6*8 مترا، وله 6 ممرات خارجية، ومضمار للتسخين.

وسيكون هناك صالة للرياضات المتعددة بسعة 10 آلاف متفرج تشتمل على 6 ملاعب للتنس الأرضي وكرة الريشة والسلة والطائرة واليد، وملاعب للألعاب السداسية، ومضمار لألعاب القوى بسعة ألف متفرج، ومسابح تتواءم مع المواصفات الدولية الأولمبية، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، ومسجد لأداء الصلوات، وصالة استقبال، وغرف مجهزة للكشف عن المنشطات، وعيادات طبية، و16 نقطة بيع مأكولات ومشروبات، و23 ألف موقف مفتوح للسيارات بالقرب من الملعب على مساحة 15 ألف متر مربع. كما يحتوي على 42 عبارة خرسانية لتصريف مياه الأمطار والسيول.

حقوق


وتملك شركة أرامكو السعودية حق رعاية المشروع البالغ تكلفته 532 مليون يورو، ورست مقاولة التشييد على شركة "بيسكس" البلجيكية التي تملك سجلاً حافلاً في تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة بما في ذلك إنشاء المدن الرياضية، حيث سبق لها أن أنشأت برج خليفة بمدينة دبي وحلبة السباق فيراري في أبو ظبي أيضا وكذلك إستاد خليفة بالعاصمة القطرية الدوحة، فيما يتولى الجانب المحلي السعودي شركة "المهيدب".

أما تصميم المدينة الرياضية الجديدة بما فيها الملعب، فيعود لشركة "آروب" للاستشارات الهندسية العالمية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها.

الشكل


يأخذ الملعب شكل الجوهرة المشرقة في سماء العروس وتتميز الواجهة الرئيسة بشكل هندسي مصنوع من ألواح معدنية على شكل ألماس، ويغطي الاستاد سقف معدني ملفوف بقماش أبيض لحماية الجماهير من أشعة الشمس الحارقة والأمطار.

والجزء الداخلي منه مزود بإضاءة كافية للكاميرات التلفزيونية كي تقدم صورة عالية النقاء والجودة، مما يضفي على الواجهة الخارجية طابعاً مميزاً من شأنه توفير ظل متناثر على الرواق الداخلي للإستاد، وممرات الجماهير، والسماح بمرور الهواء إلى داخل الملعب. وكان المسؤول عن فرق العمل والتشييد في موقع بناء الاستاد، المهندس بول برايسلن صرح في وقت سابق لمجلة ''ستاديا'' الإنجليزية الشهيرة والمختصة بتتبع أخبار ملاعب واستادات كرة القدم حول العالم، بقوله ''أمضينا وقتاً طويلاً في التفكير والتخطيط لبناء هذا الملعب، فقد كانت لدينا عدة مسارات نسير فيها، منها ضمان أعلى درجات الجودة والترفيه والتخطيط لراحة الحاضرين للاستاد، مع مراعاة أن يكون التصميم مزيجاً بين الطراز الإسلامي التقليدي والبناء العصري الحديث دون إغفال الجوانب التقنية المختصة بالتحكم في أجواء الاستاد والتأقلم مع طقس مدينة جدة الحار والذي يميل للرطوبة بشكل دائم، وذلك عبر إنشاء فتحات للتهوية في ممرات المقاعد داخل الملعب واستخدام خاصية العزل الحراري للمقاعد''.

عائلات


وأوضح مدير إدارة المشاريع بأرامكو السعودية المهندس أحمد السليم أن السماح للعائلات بحضور المباريات في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، "ليس من اختصاص الشركة، لكن الملعب مجهز بطريقة تجزئة الوحدات ويمكن أن تتم إضافة وحدات للأفراد والمجموعات حسب الطلب".

وأكد بأن سير العمل في مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية يمر الآن في مرحلة الذروة في سبيل الانتهاء من بناء ملعب كرة قدم ذي مواصفات عالمية حديثة ومتوافقة مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستضافة المسابقات المحلية، والقارية والدولية، وسيشتمل على مرافق رياضية فريدة من نوعها، تساهم في رفع مستوى الرياضيين، "ستكون مدينة الملك عبدالله الرياضية، بإذن الله، محفّزاً مهمّاً في تطوير مستوى الرياضة والرياضيين في المملكة".

وأضاف أن إستاد كرة القدم في مدينة الملك عبدالله الرياضية صمم ليزيد عروس البحر الأحمر جمالا وتألقًا من خلال الواجهات الخارجية بأشكالها الهندسية الرائعة، والتي ينبثق عبرها شكل مميز محاط بالرمال الذهبية، وسيصل زائر المدينة إلى مقعده عن طريق مسارات مكشوفة ومظللة لمشاهدة راقية مميزة وممتعة بحيث يستشعر المشجع روعة وجودة تصميم الملعب.

وأبان أنه لضمان سرعة إنجاز المشروع في الوقت المقرر تم تقسيم العمل بالمشروع إلى ثماني مناطق والعمل على مدار 24 ساعة لتسريع وتيرة العمل، "لذا تم نقل عمليات تصنيع الحديد لموقع العمل، حيث يتم جلب المواد الخام وتجهيزها بالموقع، كما تمت زيادة عدد الرافعات ليصبح عددها 124 رافعة بدلا من 18 رافعة وعمل خرسانة مسبقة الصب وتركيبها في نفس الموقع لضمان أداء العمل بشكل أسرع وبالتزامن مع المشاريع المرتبطة، وتمت زيادة المشرفين والفنيين للعمل على تشطيبات الملعب بالتزامن والتي تتطلب التنسيق المستمر بين أعضاء الفريق والمقاولين المنفذين.