ماذا لو اقترحت عليكم، بعيد حملة تصحيح أوضاع المخالفين، أن نبدأ حملة جديدة تحت عنوان # حملة تصحيح المواطنين # ويكون فيها المعيار هو ثقافة الإنتاج التي يقدمها المواطن لمجتمعه ولنفسه وقبل هذا لمهنته ووظيفته. ماذا ستكون عليه حالة هؤلاء الملايين من المواطنين لو أننا في هذه الحملة طبقنا أيضا ذات ألوان، عادل فقيه، الأربعة وفي أي لون وخانة ستكون عندما تقرأ هذا المقال: سأبدأ بنفسي: أنا اليوم على مشارف اللون الأحمر الفاقع لأنني بكل صراحة وشجاعة أكمل عاما من رئاستي لحزب "الكنبة" السعودي حيث لا وظيفة لي سوى القراءة المكثفة والكتابة من غرفة بمنزلي في سجن اختياري لا تتجاوز مساحته عشرين مترا مربعا. خلال عام كامل أعترف على رؤوس الأشهاد أنني لم أقم حتى بشراء (بصيلة) من واجباتي الأسرية الخاصة التي تكفلت بها (أم مازن) من أول الحروف الأبجدية حتى نهاية ما لم يكتب بعد. هذا العام من عمري، سنة كبيسة، ومن الخطأ الجارح الفادح أن يكون (علي الموسى) جارا للون مدير الجامعة ـ حيث وظيفتي ـ لأنه يعمل عشر ساعات في اليوم الواحد.

سأعترف أن مشكلتنا الوطنية في الشكوى والتذمر هي مع من لا يعمل لأن (المشغول) لا وقت لديه للشكوى والتذمر. في حملة علي الموسى لتصحيح المواطن، سيكون الكاتب والمثقف والداعية والخطيب والشاعر الآن في قلب اللون الأحمر لأن ديباجة الخطب والقلم وتفعيل مفاصل النظرية تضمن له راتبا محترما نهاية الشهر مثلما ضمنت له أصلا دعوة لوجبة عشاء يومية كضيف شرف بعد المقال والمنبر والمحاضرة، لكن الشاب السعودي الذي حضر لمنزلي قبل قليل ليشبك لي نعمة الاتصال عبر (الليف البصري) ثم يعمل بأصابعه لساعتين لا يقبض نهاية الشهر عشر ما يدخل حسابي وأنا، بالبرهان: زعيم حزب الكنبة السعودي. الكارثة أنه يعيش في اللون الرمادي وأنا في قلب اللون الأخضر. سأقترح أخيرا فتح (محمية) في الربع الخالي للأدباء والمفكرين والدعاة والكتاب لأن المحمية الصحراوية هي مكانهم الطبيعي في معيار الإنتاج للوظيفة وللمجتمع. سيكون من نعم الله على هذا الوطن لو أنه تخلص بعد الحملة من 99? من كتابه ومثقفيه ودعاته لصالح الجيل المنتج الجديد.. هنا انتهت المساحة.