الإبداع عمل فيه شيء من التهور والاندفاع، والخروج عن المسار المعتاد. والعامل قد يبدع إذا وجد التحفيز والتشجيع، وقد يركن إلى الراحة والهدوء إذا أحس أن "الطرد" أو "الإيقاف" مصير أي زلة.

الخطأ وارد من "العامل".. بعكس "الخامل" الذي لن يرتكب أي خطأ؛ لأنه لا يفعل شيئا إطلاقا.

لأي جهة الحق في محاسبة موظفيها بأنظمة وعقوبات معلنة يعرفها الموظف والمسؤول والإعلام، وليس لها الحق أن تغضب لغضب غيرها، فتبطش بالمخطئ بلا أي محاسبة أو تحقق من حيثيات الخطأ والدوافع إلى ارتكابه.

وبما أنه بالمثال يتضح المقال، فإن تصرف القناة الرياضية في حادثين لمذيع ومعلق، يدل على أنها تعاقب موظفيها بردة فعل، وليس بنظام واضح المعالم! قبل أشهر أوقفت القناة مذيعا لأنه تجاوز الحدود في نظر الإدارة ووعد بكشف المستور.. وقبل أيام أوقفت معلق المباريات محمد صدقه؛ لأنه وصف تهجم جمهور الاتحاد على رئيس النادي ومطالبته بالرحيل بعد سلسلة نكسات مالية وفنية، بقوله إن الجمهور "ما ينلام" وأظنه كان صادقا، بدليل أن الرئيس استجاب لـ"هتاف" الجمهور الذي اضطره للخروج قبل نهاية المباراة بحراسة الأمن.

إذا قلنا إن المذيع والمعلق ارتكبا خطأ، على رأي إدارة القناة، فإن إدارة القناة بنظري ارتكبت خطأ بسرعة التصريح والإقرار بأن المذيع والمعلق ارتكبا خطأ قبل التحقيق..!

(بين قوسين)

لماذا لا تكون عقوبات الأخطاء مقننة ومعروفة، لكي تكون حدود حرية الإبداع والتهور معروفة؟