يعتبر مسجد الحنفي من المساجد التاريخية في جدة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى 94 عاما، ويعتبر من أكبر المساجد المتميزة في المنطقة التاريخية، حيث يفضل سكان المنطقة أداء صلاة التراويح فيه.

ويفضل أهالي البلد في جدة التاريخية مسجد الحنفي خلال أيام الشهر الفضيل لأداء الفرائض الخمس وحضور الندوات والخطب التي تقام بعد كل صلاة، حيث يشعر المصلون بالروحانية والتدبر بأداء الصلوات داخل المسجد.

ويذكر الكاتب محمد يوسف طرابلسي صاحب كتاب "جدة حكاية مدينة" لـ"الوطن" أن مسجد الحنفي يقع في سوق الندى بحارة الشام، ويطل من الجهة الشرقية على شارع الذهب حاليا، لافتا إلى أنه تم بناؤه عام 1340، حيث جاء ذلك منقوشا على الحجر الموجود على باب المسجد، جددت عمارته عدة مرات على يد أشهر المهندسين.

ولفت إلى أن المسجد خضع للصيانة مرات عدة، على أيدي مهندسين ومعماريين مهرة، كما مر عليه كبار الأئمة والخطباء، منهم الشيخ عبدالرحمن علي باصبرين، مبينا أن من أشهر الأئمة والخطباء للمسجد شيخ المقرئين خلال أوائل النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري الشيخ عبدالوهاب قاضي.

وأضاف أن للمسجد تاريخا عريقا، حيث شهد عصورا عدة، مشيرا إلى أنه كان المسجد المفضل للملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، حيث كان يؤدي فيه صلاة الجمعة، فبعد أن دخل الملك عبدالعزيز جدة وأقام بيت نصيف كان يؤدي صلاة الجمعة في المسجد الحنفي ببيت باناجة الذي كان به مصلى وشبابيك مفتوحة متصلة بالمسجد الملتصق بالدار.

ويضيف طرابلسي "للمسجد الحنفي مئذنة واحدة مبنية من الحجر، حيث في مدينة جدة كان الحجر هو المادة السائدة في بناء المنابر، وكانت المنابر تأخذ الشكل المثمن، وأغلب المساجد بجدة تحتوي على مئذنة واحده فقط، وهي في الغالب مقسمة إلى ثلاثة أقسام يتحلى الجزء الأسفل لكل منها بنقوش، والملاحظ على منابر المساجد في مدينة جدة قديما جميعها يقع في الركن الجنوبي الغربي من المساجد كذلك مسجد الحنفي".

من جهته، يذكر المعمر عبدالله أمين، من سكان شارع قابل يبلغ من العمر مائة عام، أن مسجد الحنفي من المساجد التي تتسم بروحانية خلال الشهر الفضيل، حيث يتردد عليه المصلون لأداء الفرائض الخمس إلى جانب صلاة التراويح، ويتميز المسجد عن غيره من المساجد بأن له ساحة شاسعة للصلاة وبوسط المسجد منبر مرتفع يجلس عليه الأئمة لأداء الخطب وتكبيرات العيد، حيث يتميز المنبر بأنه مصنوع من الخشب الثقيل وذات جودة عالية، يقال إنه مصنوع من خشب الأرز، ويضيف "يحيط بساحة المسجد حواجز من الحجر وبشكل دائري والغرض من ذلك هو الحفاظ على الساحة وفرش المسجد من الاتساخ".

وتتسع ساحة المسجد لألفي مصل وتتزايد الأعداد خلال الشهر الفضيل لأداء صلاة التراويح، ويحيط بالمسجد 3 أبواب مما يجعل وصول المصلين له سهلا من الجهة الشرقية ومن شارع قابل وسوق الندى، ويصنف مسجد الحنفي من المساجد التاريخية العريقة في منطقة البلد، حيث يتميز بجمال الطراز المعماري ويمثل أهم المعالم المعمارية التاريخية للمنطقة التاريخية، خاصة في الشهر الفضيل، حيث يستقبل آلاف المصلين الذين يشعرون بروحانية وعمق الأصالة داخله، كذلك يعتبر من الأماكن المساهمة في اجتماع كبار أعيان البلد في جدة لأداء الفرائض الخمس وصلاة التراويح خلال الشهر الفضيل، ويشهد المسجد عقد العديد من الخطب الدينية بعد الصلوات وحلقات تحفيظ القرآن في الشهر الفضيل وباقي أشهر السنة.