يحيى عمر آل زايد


المتأمل هذه الأيام في مصطلحاتنا وأحاديثنا يستغرب إهمالنا للغتنا وفصاحتنا حتى في كتاباتنا! ويستغرب من ترهل اللغة العربية لدينا وانحدارها لأقل مستوياتها!، اللغة العربية لغة القرآن وأفصح لغة، ولا توجد لغة أخرى وصلت للنضج من جميع اللغات سوى العربية، وقد خصنا الله عربا ومسلمين كنعمة من نعمه التي لا ندركها، وكما أن من آداب الإسلام شكر النعمة، كان واجبا علينا حفظ لغتنا وتنقيتها من الشوائب.

قد يتحجج البعض بأن اللغة الإنجليزية هي السائدة ويجب تعلمها، أوافقه قولا وفكرا ولكن هل ذلك يتعارض مع إتقاننا للغتنا الأم، للغة القرآن؟ بل هو مكمل لها، فعندها نستطيع أن نعدل صورة ديننا المشوهة في الغرب بلغتهم وبفهمنا، لا بكتب نصية لا روح فيها.

من قوة اللغة العربية أننا نستطيع بسهولة فهم القرآن الكريم بسهولة - المعنى على الأقل وليس التفسير - بسهولة رغم مرور كل هذه القرون، وإن دل هذا فإنه يدل حقا على نضوجها، بعكس اللغة الإنجليزية فقد مرت بثلاث مراحل، القديمة والشكسبيرية والحديثة، فالذي سيقرأ في الإنجليزية القديمة - من ناطقيها أنفسهم - لن يستطيع إدراك جميع المعاني وإن فهموا فليس بسهولة فللمتخصصين فقط، بخلافنا فأي مسلم يستطيع قراءة القرآن وفهم مصطلحاته بسهولة، والأرقام تنصف لغتنا قبل التاريخ، فاللغة العربية تحتوي على 500 مليون كلمة بجذورها بينما الإنجليزية 17 مليون كلمة فقط، ذلك وفقا لقول الدكتور والباحث في اللغة العربية "عدنان عيدان".

ألا يجب علينا أن نعتز بلغتنا ونحافظ عليها؟

فالكثير منا يلاحظ أن أغلب المتحدثين يدمجون ما بين اللغة العربية والإنجليزية، فيتحدث بشكل عادي ثم فجأة تراه قد أضاف في حديثه كلمة أو كلمتين بلغة أخرى!، هل يريد ادعاء ثقافة أو معرفة؟ لا يدل ذلك على ثقافة بقدر ما هو تنازل، فالمثقف يدرك أن الاعتزاز بلغته من أولويات الثقافة وركائزها، وإن بحثنا عن سبب تأخرنا علمياً فالسبب هو اللغة، فاللغة هي وعاء العلم.