د. عبداللطيف الحديثي

عميد معهد البحوث والدراسات


يوم الوطن هو يوم توحدت فيه الصفوف، وجُمع فيه الشتات، وأصبحت هذه المساحة الشاسعة المترامية الأطراف، كيانا واحدا، تحت لواء واحد، وقائد واحد بعد ملاحم البطولة وتحديدا في يوم الخميس الموافق 21 من جمادى الأولى من عام 1351، الموافق 23 سبتمبر 1932 أعلن الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ أن جميع أجزاء هذه البلاد وُحدت تحت اسم المملكة العربية السعودية.

من هنا بدأت رحلة هذا الوطن الشامخ، عاما بعد عام، وجيلا بعد جيل، على أيدي قادة عظام وأبناء شعب مخلصين متفانين في العطاء صنعوا مجده حتى وصل إلى مكانة مرموقة إقليميا واستراتيجيا ودوليا، وتقدم في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية.

وفي يومنا الوطني، ونحن ما زلنا بحمد الله ننعم بالأمن والأمان والاستقرار في ظل الحاكم العادل الملك عبدالله ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي قاد البلاد إلى الرفعة والعز، وحارب الفساد والمفسدين ودعم العملية التعليمية، وأرسل آلاف البعثات الدراسية إلى خارج البلاد. وعلى الرغم مما يمر به العالم بأسره بظروف صعبة ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص مما طرأ عليها من تغيرات كثيرة وانعدام للاستقرار، إلا أن بلادنا ولله الحمد مازالت مستمرة في طريق التنمية والتقدم والتطور في شتى المجالات.

ووطننا اليوم بحاجة إلى وحدتنا وتضامننا أكثر من أي وقت مضى في ظل انعدام استقرار المنطقة، وتربص أعداء هذا البلد الطاهر المبارك، وطننا اليوم بحاجتنا وبحاجة إلى المواطن الصالح المخلص، المواطن القوي الأمين، ذلك المواطن الذي يخلص لوطنه فلا يخونه ولا يفسد فيه بأي طريقة كانت، ذلك المواطن الذي يبني ولا يهدم، يقدم الخير بدون انتظار رد الجميل، يتفانى في أداء عمله ليبني حاضر أمته ومستقبلها، ويحافظ على ثروات وطنه ولا يفرط فيها.

أيها المواطن.. إن وطنك اليوم يحتاج منك العطاء والبذل والإصلاح والنقد الهادئ الهادف الإيجابي، واجبك اليوم أن تصبح أنت رجل الأمن فتحمي وطنك من كل من أراد به سوءا، وتكون أنت مراقب الفساد فلا تسمح بأي فساد إداري أو مالي أو أخلاقي يمر من أمامك دون إيقافه، وتكون معلما للأخلاق والسلوك الطيب للكبار قبل الصغار، وتسهم مع الآخرين في بناء نهضته وتنميته، كن أنت الشخص المشجع والإيجابي المتخلق بأخلاق رسولنا الكريم المتعايش مع جميع الطوائف من غير عنصرية أو حزبية.

اجعل وجودك في مجتمعك وجودا يسعد من حولك بنشر الرقي الإسلامي في التعامل والسلوك الذي أسعد بوجوده المسلم واليهودي والنصراني وقال: "ليس منا من دعا إلى عصبية"، وابتعد عن كل ما من شأنه البلبلة وإثارة الفتن والفرقة ولا تسمح لنفسك أن تكون قناة تروج الشائعات أو منبرا لنشر العداء. حافظ على وطنك حتى يحافظ عليك، وكن مخلصا لوطنك حتى تنعم برخائه.