د. إبراهيم حسن الأسمري


مما لا يدعو للشك أن هناك تذمراً من قبل المواطنين في ما يخص الخدمات الصحية المقدمة لهم، ولا أدل على ذلك سوى كثرة الأخبار التي قد تكون بشكل يومي في الصحف وجلها كثرة الازدحام في الطوارئ وتأخر مواعيد المرضى في العيادات، ولو قمنا بمسح ميداني لطوابير الازدحام في ممرات الطوارئ لوجدنا أن أغلب الحالات لا تستدعي الحضور للطوارئ لأنها تُسمى في العرف الطبي بـ(الحالات الباردة)، إذاً ما السبب وراء إصرار هؤلاء على الحضور لطوارئ المستشفيات؟

الجواب: لا يخرج عن إجابتين، الأولى عدم قناعة متلقي الخدمة، بما يقدم له من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية، والإجابة الثانية هي عدم وجود الوعي الكافي عند البعض بالحالات التي يجب أن تذهب للطوارئ والحالات التي يستطيع أي طبيب علاجها في أي مركز صحي.

وللتوضيح بشكل أكبر في ما يخص هاتين الإجابتين كل واحدة على حدة لنجد حلولاً ولو منظمة لهذه الإشكالية؛ فالمراكز الصحية لو تم دعمها بكوادر مؤهلة طبياً ذات شهادات عليا وتوفير الخدمات المساندة بها، وأقصد بالخدمات المساندة هنا (عيادات الأسنان والأشعة والمختبر والأدوية)، بمعنى أن تتم جميع الفحوصات المخبرية في هذه المراكز وكل ما يلزم قبل أن يتم تحويل الحالة للمستشفى، لوفر ذلك وقتاً وقلل من الازدحام الذي تشهده العيادات وكذلك الطوارئ، وأقصد هنا ألا يتم تحويل الحالة إلا في حال أن احتاجت إلى إجراءات أخرى لا تكون إلا في المستشفى من أجل الوصول لتشخيص معين من قبل الطبيب المختص، ومن جانب آخر وفي حال توصل الطبيب المختص لتشخيص معين ورأى أن تتم المتابعة في المركز الصحي فيتم التحويل للمركز الصحي مباشرة، وفي هذه الحالة يجب أن تتوفر إجراءات المتابعة في المركز الصحي من تحاليل وأدوية وغيرها.

أما في ما يخص الوعي فأقترح أن تكون هناك حملة توعية تقوم بها الجهات الصحية ذات العلاقة من أجل تعريف المواطنين بالحالات التي يجب أن تزور المركز الصحي والحالات التي يجب أن يقيمها طبيب الطوارئ، وأعتقد أن الجميع يعلم ويدرك الأمور التي ذكرتها، خاصة العاملين في المجال الصحي، لكن للأسف لا يوجد تنظيم واضح وصريح بهذا الشأن.

في الختام، هذا التنظيم يحتاج لقرار تنفيذي من أصحاب الشأن، وأقصد هنا من أعلى الهرم الصحي (وزارة الصحة)، وذلك بدعم المراكز الصحية لتكون مراكز طب أسرة شاملة وتكون بيئة جاذبة لمتلقي الخدمة أولاً وللعاملين في المجال الصحي ثانياً.