فيما ستلحق أرامكو السعودية بالولايات المتحدة في إنتاج الغاز غير التقليدي، تستعد لتخصيص كميات من الغاز لتشغيل مشروع محطة كهرباء عملاق في شمال السعودية، مما سيمنحها مجالا أكبر لتعزيز صادرات النفط المجزية.

وتستكشف السعودية مكامنها الضخمة غير التقليدية والفرص التي تنطوي عليها مستلهمة طفرة الغاز الصخري في الولايات المتحدة، التي حولت البلد من أكبر مستورد للغاز في العالم إلى بلد مصدر له.

وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية خالد الفالح أمس "بعد عامين فقط من إطلاق برنامجنا للغاز غير التقليدي في المنطقة الشمالية من السعودية، مستعدون لتخصيص الغاز لتطوير محطة كهرباء بقدرة ألف ميجاوات، ستغذي منجما ضخما للفوسفات والقطاع الصناعي".

وأضاف الفالح خلال مؤتمر الطاقة العالمي في كوريا الجنوبية: "مستعدون لبدء إنتاج الغاز الصخري وأنواع مختلفة من الموارد غير التقليدية في السنوات القليلة القادمة وتوصيلها إلى المستهلكين".

وباستغلال احتياطياتها من الغاز تستطيع السعودية استخدام الوقود في اقتصادها المحلي وتصدير مزيد من النفط.

وأرامكو السعودية أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم، وقد أجرت أعمال حفر تجريبية واختبارات لثلاث مناطق قد تحوي الغاز غير التقليدي، في الشمال الغربي وجنوب الغوار، وبحثت عن الغاز الصخري الغني بالمكثفات في الربع الخالي.

وسيغذي الغاز محطة كهرباء مقترحة في جازان من المقرر ربطها بمشروع مصفاة طاقتها 400 ألف برميل يوميا.

وكان الفالح قال أول من أمس، إن الشركة تأمل في إتمام المشروع أواخر 2016 أو أوائل 2017. وتقول مصادر بالصناعة، إنه قد يتأخر ما بين ستة أشهر و12 شهرا بسبب تأخر أعمال البنية التحتية ذات الصلة.

وأضاف "في إطار برنامجنا كي نصبح شركة الطاقة الأكثر تكاملا في العالم زدنا ميزانيتنا الرأسمالية السنوية لعشرة أمثالها، من أربعة مليارات إلى 40 مليار دولار في السنوات العشرة الأخيرة".

وأوضح أن أرامكو بصدد زيادة متوسط معدل استخراج النفط التقليدي إلى 70% أي أكثر من مثلي المتوسط العالمي الحالي.

وقال "تواصل أرامكو السعودية الاضطلاع بدور محوري. في العامين الأخيرين فقط عدلنا إنتاجنا بأكثر من 1.5 مليون برميل يوميا؛ كي نعالج اختلالات المعروض بالسوق. ونواصل القيام باستثمارات هائلة للمحافظة على أكبر طاقة عالمية غير مستغلة لإنتاج النفط تبلغ أكثر من مليوني برميل يوميا".وتابع إن هناك مجالا واسعا لزيادة احتياطيات الغاز العالمية الحالية والبالغة أكثر من سبعة آلاف تريليون قدم مكعبة، في ضوء أن ثورة الغاز غير التقليدي قد رفعت من الناحية الفنية موارد الغاز القابلة للاستخراج إلى نحو 30 ألف تريليون قدم مكعبة، وهو ما يمكن أن يلبي الطلب العالمي على الغاز بالمعدلات الحالية لأكثر من 250 عاما.

وتعتزم أرامكو زيادة إنتاج الخام الخفيف عالي الكبريت من حقلي الشيبة وخريص 550 ألف برميل يوميا في 2016-2017 لإعادة التوازن على صعيد جودة خاماتها وإطالة أعمار الحقول القديمة. وقال الفالح إن توسيع الحقلين سيبدأ "في غضون أشهر قليلة من بعضهما البعض".

ولفت إلى أن من المقرر البدء بحقل الشيبة ليزيد إنتاجه بنهاية 2016 أو أوائل 2017.

وقال "سيصل بهذا إلى مليون برميل يوميا وسنقوم بترسية العقد في الأيام القليلة المقبلة" مضيفا أن هناك مشروعا جاريا في الشيبة سيزيد الإنتاج بمقدار 250 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز الطبيعي في نهاية عام 2014.

وأشار إلى أنه يجري وضع التصاميم الهندسية لتطوير حقل خريص، ومن المقرر استكمال توسعته بحلول عام 2017 لزيادة الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل إلى 1.5 مليون برميل يوميا.

وأضاف "سيسمح لنا هذا بخفض الإنتاج من حقول ومكامن أقدم وإطالة أعمارها وإعادة التوازن إلى سلة خاماتنا".

وتابع "بحقل المنيفة أصبحنا نميل إلى الخام الثقيل"، مشيرا إلى حقل النفط العملاق الذي بدأ الإنتاج في وقت سابق هذا العام.

وقال "لذا أردنا إنتاج المزيد من الخام فائق الجودة.. كمية أكبر قليلا من الخام الخفيف من خريص، تسمح لنا في الأساس بتلبية احتياجات السوق".

وأكد أن هذا التوسع سيجعل معظم صادرات أرامكو من الخام الخفيف، حيث ستجري معالجة النفط الثقيل عالي الكبريت من حقل المنيفة في مصاف محلية.

ومن المقرر أن تتحول أرامكو إلى مورد رئيس للمنتجات المكررة إلى أوروبا وآسيا في الأعوام الخمسة المقبلة، حيث تستكمل إنشاء مصفاتين بطاقة 400 ألف برميل يوميا إحداهما مشروع جديد في جازان من المرجح أن يتأجل لما بين ستة أشهر و12 شهرا بسبب تأخير الأعمال الخاصة بالبنية التحتية للمشروع عن موعدها المحدد.