انتقد الفنان حمد المزيني تجاهل الكتاب والمنتجين للقصص التراثية، اعتقادا منهم أن تناولها إغراق في التقليدية والسطحية، وأن الإبداع الحقيقي يكمن في تقديم أعمال عصرية.

وقال لـ"الوطن": "للأسف الكل يتصور أن المسلسلات التراثية أعمال بدائية، ولكنني أرى عكس ذلك، فالعمل التراثي فيه نوع من المصداقية، كونه يعطي صورة حقيقية وواضحة عن الزمن الماضي، وكيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض، وغيرها من الأمور التي يجهلها الجيل الجديد". وقال: "إن الفنان والمنتج الوحيد الذي اهتم بهذه الأعمال هو الفنان محمد المفرح "أبو مسامح"، الذي قدم قبل أكثر من عشرين عاماً مسلسل "أبو مسامح أيام زمان"، وتناول من خلاله عددا من القصص والقضايا الاجتماعية، وحقق متابعة كبيرة من المشاهدين، ثم توقف لظروف خاصة به، ولم يحاول بعده أي منتج إكمال هذه المسيرة، رغم أن هناك كثيرا من القصص والأحداث التي تستحق الطرح"، مشيرا إلى أن ندرة هذه الأعمال يعرضها للانقراض.

وأكد المزيني أن "التراث منبع مهم من مصادر الدراما، وعندما نعود إلى الماضي، فإننا لا نهدف إلى التسلية، ولكن في توصيل رسالة معينة، نضيء بها بعض الجوانب القديمة التي تجدد أشواقنا وحنيننا للماضي الجميل". وشدد على أهمية توظيف الدراما في نشر التراث وتعميق علاقة الأجيال بموروثهم التاريخي والثقافي.

وعن مستقبل الدراما السعودية قال حمد: "التفاؤل دائماً موجود، ولكن أعمالنا المحلية كانت أكثر تنوعاً في الأعوام السابقة، وهذا العام اتسمت عموما بالتكرار والتقليدية، رغم أن بعض الأعمال تميزت بالموضوع القوي والطرح الجريء، فتعاطف معها المشاهد، وتفاعل معها بطريقة مختلفة".