شل عصيان مدني شامل الحياة العامة في محافظة حضرموت وعدن وعدد من مناطق الجنوب، أمس حيث توقفت حركة النقل والمواصلات بشكل كامل باستثناء قطاعات الصحة والخدمات الأساسية. ورافق العصيان المدني خروج مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف جابت الشوارع الرئيسة والفرعية لمدينة المكلا بحضرموت، مرددين الشعارات والهتافات المنددة بالأحداث التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش في عدد من محافظات الجنوب والمطالبة بفك الارتباط عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية السابقة، كما رفعوا أعلام دولة الجنوب وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض.

وفي عدن أكد مصدر أمني بإدارة أمن المحافظة اقتحام أفراد من قوات الأمن الخاصة مكتب مدير الأمن اللواء صادق حيد وإخراجه من مكتبه بالقوة، على خلفية إطلاق حراسة مبنى إدارة الأمن النار على سيارة كان يستقلها ضابط بالقوات الخاصة، ما أسفر عن مقتل امرأة كانت بجانبه، ولم تُعلق إدارة الأمن وقوات الأمن الخاصة عن الحادثة إطلاقاً. وأفاد المصدر، بالإفراج عن الناشطين في الحراك الجنوبي سامي باوزير ومحمد باصبرين، اللذين اعتقلتهما قوات الأمن في مديرية خورمكسر الثلاثاء الماضي على خلفية التفجير الذي استهدف إدارة أمن عدن بسيارة مفخخة ونتج عنه إصابة 11 شخصاً بينهم 7 جنود.

إلى ذلك أكدت مصادر يمنية أن لجنة رئاسية مكلفة من الرئيس عبدربه منصور هادي بحل النزاع بين جماعة الحوثيين والسلفيين بمحافظة حجة باشرت أمس عملها الميداني برئاسة المحافظ علي القيسي في مدينة حرض لاحتواء الخلافات والمواجهات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في محافظة حجة.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع ضم أعضاء اللجنة: المفتش العام بوزارة الدفاع اللواء محمد علي القاسمي وأركان حرب المنطقة الخامسة العميد الركن إسماعيل الموشكي، ومدير العمليات الحربية العميد الركن محمد المقداد، ومدير أمن المحافظة العميد حسين القاضي، إضافة إلى قادة الوحدات الأمنية والعسكرية بالمحافظة، وكرس للوقوف على الأوضاع الأمنية بمنطقة حرض وتداعيات النزاعات على أمن واستقرار البلاد، والتي تزايدت مؤخراً بعد أن وسع الحوثيون مساحة صراعاتهم مع السلفيين ورجال القبائل بصعدة ومناطق مجاورة لها. وأشارت إلى أن الاجتماع طالب الوحدات الأمنية والعسكرية بتحمل مسؤوليتها تجاه استقرار المنطقة، وأن تتضافر الجهود لتوحيد الرؤى والتكامل لوأد محاولات إعادة إنتاج أي خلافات قد تؤثر على استقرار المنطقة.

وقال القيسي إن على اليمنيين أن يعوا أن اليمن أرهقته الحروب والنزاعات وآن الأوان لأن يضعوا لغة السلاح والحروب جانباً والالتفات إلى التنمية، مشيراً إلى التفاهم الذي أبدته أطراف النزاعات بالمنطقة من خلال التواصل معها خلال الأيام الماضية في سبيل الوصول لاتفاق يرمي إلى تسليم الأجهزة الأمنية أية مواقع أو نقاط مسلحة تابعة لأي طرف.

وشدد المسؤولون العسكريون على أهمية أن يعمل الجميع لتأمين الطرقات والأماكن العامة، وأن يدركوا أن الدولة لن تتهاون مع أي طرف يتسبب في إحداث أزمات للبلاد.

وكانت لجنة رئاسية أخرى برئاسة أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر هلال وصلت محافظة صعدة للحوار مع جماعة الحوثي لوقف هجماتهم ضد الجماعات السلفية بمنطقة دماج، والتي عجزت لجنة رئاسية سابقة برئاسة يحي منصور أبو أصبع عن وقفها رغم اتفاقيات سابقة بين الطرفين.