تنظيم الوقت ليس بالصعب بل يأتي بالممارسة، نحتاج لشيء من التضحيات والتنازلات، لتنظيم الوقت متعة لا يدركها إلا من ذاقها، عندما نعيش في خطين متوازيين وربما أكثر ننجز هنا وهناك ونوازن بينهما ونفشل ثم ننجح، مخدوع من توقع أن النجاح يأتي مباشرة دون فشل، ومسكين من يتوقف بعد كل فشل!

من أهم أسباب نجاح تنظيمنا للوقت هو عدم الخلط بين الخطين المتوازيين الحياتيين لنا إن كان لنا حلمان وهدفان، وعدم تقديم أحدهما في الأولوية على الآخر، هناك أولويات داخل كل خط زمني ولكن لا أولوية في الخطوط نفسها بل تتساوى في الأهمية، وإن استشعرنا ذلك نستطيع تنظيم وقتنا وجهدنا ومساواة طاقاتنا على ما نريد، ولا بد من سِعة البال وتوسيع المدارك وانشراح الصدر بالدعوات.

متى نستطيع تنظيم أوقاتنا وخطوط حياتنا الزمنية المتوازية وكأننا نملك أكثر من حياة؟ فقط عندما نعمل خطة عقلية واهية لا ورقية للتنظيم ولا نحتاج لدقائق الأمور، فعندما نكتب الخطة ورقيا وندعمها بالصغائر، وقتها عند كل تأخر منا أو تعطل سنصدم ونتهاون ثم ندمر ذلك الخط الزمني، وعندما نجعلها خطة واهية فقط بالعناوين مع "قليل" من التدوين عن الأهداف وقتها نسير للأمام ولو تعثرنا.