لفت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى النجاح الكبير الذي حققته الكرة العربية في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015 بأستراليا، وكيف نجحت في حجز نصف مقاعد المونديال القاري، بتأهل 8 منتخبات إلى النهائيات.

وقال "فيفا" في تقرير نشره أمس عبر موقعه الإلكتروني تحت عنوان "بسمة عربية ترتسم في آسيا" "بلغت تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا خط النهاية، وحملت في محطتها الأخيرة اكتمال البسمة العربية التي ارتسمت إثر تأهل العراق، ليكتمل عقد المنتخبات العربية التي باتت تشكل نصف عدد مقاعد النهائيات الآسيوية.. 8 منتخبات عربية هي "السعودية، والعراق، وقطر، والبحرين، وعمان، والأردن والكويت، والإمارات" حازت على بطاقات التأهل، وهي تترقب ما ستسفر عنه القرعة التي ستسحب بعد أيام قليلة لتنطلق معها خطط الإعداد".

وسلط "فيفا" الضوء على مسيرة المنتخبات العربية في التصفيات، وبدأ بالحديث عن المنتخب الأخضر السعودي ونظيره الإماراتي، اللذين وصفهما بالأكثر نجاحا وتألقا في التصفيات، وقال: "أكثر ما لفت خلال هذه التصفيات المثيرة الممتازة التي قام بها المنتخبان السعودي والإماراتي، فكلاهما تصدر مجموعته بنفس الرصيد (16) نقطة بتحقيقه 5 انتصارات وتعادلا وحيدا، وسعد أنصار المنتخبين بالأداء الفني الراقي الذي اقترن بالنتائج. السعودية التي تعودت على لعب الأدوار الأولى في البطولة، حين ظهرت في النهائي 6 مرات من آخر 8 بطولات وتوجت، باللقب 3 مرات وخسرته مثلها، كانت مطالبة بتصحيح المسار غير الطبيعي الذي مضت عليه في الظهور الأخير في قطر 2011 حين ودعت من الدور الأول، وما تبعه من وداع مبكر لتصفيات كأس العالم".

وتابع التقرير "تمت الاستعانة بالإسباني لوبيز كارو لقيادة الأخضر، وبدأت ملامح عودة "العملاق الأخضر" تظهر في وقت مبكر مع تحقيق الفوز تلو الآخر حتى قطع الفريق بطاقته بوقت مبكر، تاركا الصراع بين العراق والصين.

أما الإمارات التي بدأت تعول على جيل مملوء بالمواهب تحت قيادة "المهندس" مهدي علي، فلم يخيب الظنون وحافظ على إيقاعه الكبير، ولم يجد عناء في التلاعب بمنافسيه وتسجيل الانتصارات المتتالية ليحصل على تأهله مبكرا.

وبعد التأهل أكد مهدي علي: "المنتخب الإماراتي مقبل على مرحلة مهمة، علينا أن نعي المسؤولية التي يتحملها هذا الجيل من اللاعبين، يجب أن يكون الكل خلف الفريق في مهمته المقبلة لنبلغ الهدف المنشود".

وتابع التقرير استعراض المسيرة الناجحة لبقية المنتخبات العربية، وقال: "نجح منتخبا البحرين وعمان بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد من خلال التصفيات، البحرين التي أسندت المهمة للمدرب الإنجليزي الشاب طوني هدسون، حيث بدأ بانتهاج مبدأ التجديد دون الإخلال بالتوازن، تصدر المجموعة الرابعة (14 نقطة) أمام قطر، فسجل 4 انتصارات أحدها على قطر منافسه الأقوى.

وينسحب ذات الأمر على منتخب سلطنة عمان، الذي عرف نقصا كبيرا في صفوفه إثر مشوار صعب وطويل في تصفيات كأس العالم، الأمر الذي تعامل معه الفرنسي لوجوين بحنكة، فسد الفراغات ودعم الصفوف بلاعبين جدد ترجموا طموحات العشاق من خلال صدارة المجموعة الأولى (14 نقطة) دون خسارة رغم وجود المنافسين الأردني والسوري.

وعرج التقرير على منتخبي قطر والكويت، وقال "لم يكن تأهلهما صعبا، فرغم انشغال لاعبي المنتخبين بالمنافسات المحلية والقارية (رفقة الأندية) لكنهما عرفا كيف يتجاوزان التصفيات دون تكبد صعوبات والدخول في حالة من القلق، لكن ذلك يضغط عليهما في الأشهر المقبلة لضرورات تطوير الأداء والوصول لجهوزية فنية أفضل.. قطر سجلت 4 انتصارات على المنافسين ماليزيا واليمن، ولكنها حققت تعادلا مع البحرين في الختام بعد أن كانت تعرضت للهزيمة في جولة الذهاب أمام المتصدر الأحمر.

أما الكويت التي استعانت بالمدرب البرتغالي - البرازيلي جورفان فييرا، الفائز باللقب مع العراق في2007، فقد فازت فقط على تايلاند مرتين وتعادلت 3 مرات مع إيران ولبنان (مرتين) قبل أن تتعرض لخسارة في جولة هامشية على الأرض الإيرانية.

وعن التأهل المتأخر للأردن والعراق، قال "فيفا": "أجبر المنتخبان على انتظار الجولتين الأخيرتين لإعلان تأهلهما رسميا.. الأردن فرض عليه تأجيل مباراتين لانشغاله في تصفيات الملحق العالمي لكأس العالم، لذلك توجب عليه مواجهة عمان وسنغافورة خارج الديار بظرف أيام معدودة، ونجح في الحصول على 4 نقاط (تعادل وفوز)، ليؤكد تأهله الآسيوي للمرة الثالثة في تاريخه، ولم يشأ أن ينهي التصفيات دون فوز للذكرى على سورية وضعه على بعد نقطتين خلف عمان المتصدرة.

فيما كان العراق الواصل الأخير، فبعد أن تعرض لهزائم ثلاث أمام السعودية (مرتان) والصين، وجد نفسه تحت حتمية الفوز على الصين لضمان التأهل، فقدم واحدة من أفضل مبارياته خصوصا بعد أن قام مدربه حكيم شاكر، بتغيير جلد "أسود الرافدين" ليعود الزئير مسموعا في الأجواء الآسيوية".

إذن، ثمانية منتخبات ضمنت وجودها في كأس آسيا 2015 وعليه ستكون المطالبات والآمال كبيرة على عاتق هذه الفرق لاستعادة العرش الآسيوي بعد أن غاب منذ عام 2007.