يستهدف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كل من المخطط التطويري الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والنقل العام في مكة والمشاعر والإسكان والمناطق العشوائية والطرق الدائرية.

وانطلق هذا المشروع بالتزامن مع إقرار مجلس الوزراء قبل نحو عامين المخطط التطويري الشامل لمكة المكرمة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومشروع النقل العام بتكلفة 62 مليار ريال، مقسم إلى 3 مراحل، تكلفة المرحلة الأولى منه 25.5 مليار ريال تنفذ خلال 3 سنوات، في حين أن المرحلة الثانية تبلغ تكلفتها 19 مليار ريال تنفذ خلال 5 سنوات، والمرحلة الأخيرة تنفذ خلال سنتين بتكلفة 17.5 مليار ريال.


مشروع الإعمار

مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة والمشاعر المقدسة، هو المشروع الذي ينطلق من نظرة تنموية شاملة تشمل تطوير شبكات الطرق واستكمال الناقص منها، ومن ذلك الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث والرابع، فضلاً عن إنشاء مجموعة من شبكات الطرق الشعاعية التي تربط أحياء مكة مع القادمين من خارجها من مختلف الجهات، وتتجه مباشرة للحرم المكي الشريف من الجهات الأربع للحرم.

ويهتم المشروع بمشكلة ازدحام المرور في مكة من خلال إنشاء منظومة شبكات الطرق مع منظومة من وسائل النقل تشمل القطارات والمونريل والباصات ومختلف وسائل النقل الأخرى من خلال إنشاء عدد من محطات القطارات ومتطلباتها، بما في ذلك مواقف للسيارات ومصليات وأسواق وفنادق وشقق مفروشة وغيرها وصولاً إلى تحقيق التكامل بين تطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ بحيث تتم الحركة من الحرم إلى المشاعر بيسر وسهولة ودون أن يكون هناك تأثير سلبي كبير أو مباشر على سكان المدينة وتحركاتهم اليومية.


المخطط الشامل لمكة والمشاعر

يقدم المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر الذي نفذته هيئة تطوير مكة والمشاعر، رؤية تنموية شاملة لمدة 30 عاماً، ويكفل المخطط إعداد خطط تنموية تراعي شمولية كافة مجالات التنمية والتطوير، من خلال تقييم الأوضاع الحالية وتقديم مقترحات البرامج لمعاجلة المشكلات وسد جوانب النقص، فضلاً عن تقدير الميزانيات المقترحة للمشاريع المستقبلية.

وحدد المخطط 21 مخرجاً، من أبرزها: توقعات أعداد السكان والزوار، توسعة المسجد الحرام والمناطق المحيطة، خطة النقل العام، خطة استعمالات الأراضي لاستيعاب النمو السكاني، خطة الإسكان وخياراته المستقبلية، خطة خدمات البنية التحتية، خطة الخدمات الاجتماعية للسكان والزوار، خطة تطوير المشاعر المقدسة، وخطة التنمية الاقتصادية.


مشروع النقل العام

مر مشروع النقل العام في مكة المكرمة بمرحتلين، الأولى تنفذها شركة البلد الأمين المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة لإنشاء شبكة نقل القطارات (المترو) لخدمة الحجاج والمعتمرين وأيضا لخدمة قاطني المدينة، مستعينة فيها باستشاريين عالميين لإعداد هذه الدراسة (شركة سيسترا الفرنسية وشركة ايكوم البريطانية).

وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكة المكرمة وهي مكونة من أربعة خطوط مترو يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلـى 182 كيلو متر و88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة المكرمة، وقد اشتملت الدراسة المذكورة على إعداد مخطط عام لمسارات الشبكة ومواقع محطاتها وتصميمها المبدئي.

أما المرحلة الثانية من المشروع فنفذتها هيئة تطوير مكة المكرمة وتختص بالمخطط الشامل لشبكة النقل بالحافلات في مكة، حيث وقعت الهيئة بتاريخ 30/3/1433هـ، عقداً مع الاستشاري العالمي (بي دبليو إنجنير الألماني) لإعداد المخطط الشامل للنقل بمكة المكرمة خلال مدة زمنية قدرها عشرة أشهر.

ووضعت الدراسة الملامح الرئيسة بمخطط الحافلات لتتكامل مع شبكة القطارات التي وضعت الدراسة لها شركة البلد الأمين، وهي تتكون من التالي:

(أولا): شبكة حافلات النقل السريع BRT ذات مسارات دائرية بإجمالي أطوال 60 كلم وإجمالي عدد المحطات 60 محطة تتباعد كليو متر واحد ومسارات سير حوالي 500 متراً، (ثانيا): شبكة حافلات Local Bus لخدمة المسجد الحرام وتغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع بإجمالي أطوال 65 كيلو متراً بين المسجد الحرام وأحياء مكة، وهي شبكة إشعاعية في الشمال والجنوب والشرق والغرب وتتباعد المحطات حوالي 750 متراً ومسافة السير تتراوح بين 300 إلى 350 متراً، (ثالثا): شبكة حافلات التغذية Fedder Bus لمحطات القطارات طول المسارات الواحدة تتراوح بين 5 إلى 10 كيلو مترات وهي تصل بين عدد من محطات القطار من 1 ـــ 3 محطات وزمن الرحلة حوالي 15 دقيقة وزمن تقاطر 10 دقائق، (رابعا): شبكة حافلات النقل الترددي تربط بين مواقف السيارات وكذلك محطات القطارات والحافلات.


تطوير العشوائيات

ويشمل مخطط المشروع التطويري لمكة المكرمة، مشروع المناطق العشوائية والوقوف على الوضع الراهن، وتحديد المناطق العشوائية ذات الأولوية، فضلاً عن أهم الأحياء التي سيجري تنفيذ المشاريع فيها، وهي: جبل الشراشف، منطقة قوز النكاسة، مشروع درب المشاعر، وجبل خندمة.

ويعد مشروع تطوير الأحياء العشوائية تطبيقاً عملياً لاستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة، والقائمة على ركيزتين هما تنمية المكان وبناء الإنسان.

ويهدف التطوير العمراني للمناطق العشوائية إلى التطوير العمراني للمناطق التي ينتشر فيها العمران العشوائي، والتطوير الوظيفي للخدمات والمرافق الأساسية، والعدالة في توزيع وتطوير الخدمات لكل المجتمع، واستخدام التصاميم والتقنيات وأساليب التنفيذ المعمارية الملائمة، وتشجيع مشاريع التنمية متعددة الاستعمال والمتكاملة الخدمات والمرافق العامة.


الإسكان والضواحي

وأدخلت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مشاريع الإسكان الميسر واحة مكة (أم الجود)، وتطوير الضواحي السكنية في بوابة مكة إلى مشروع إعمار مكة، حيث يعتبر مشروع الإسكان الميسر في أم الجود أو (واحة مكة) أول مشاريع شركة البلد الأمين التابعة لأمانة العاصمة المقدسة بالتحالف من شركات القطاع الخاص، الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة بمنطقة مكة المكرمة من خلال إقامة تجمعات عمرانية حضارية، وتسهم في رفع مستوى الصحة والتعليم وعلاج أزمة البطالة والجريمة.

ويبعد مشروع (واحة مكة) عن الحرم مسافة 14 كلم، وتبلغ مساحته نحو 670 ألف م خصصت لبناء 2300 وحدة سكنية على مرحلتين، إضافة إلى عدد من المباني التجارية والمرافق العامة، تم الشروع فعليا في تشييد وبناء المرحلة الأولى من المشروع والمكونة من 23 عمارة سكنية، ما بين 6 أدوار و3 أدوار، مقسمة على منطقتين جغرافيين يبلغ مجموع وحداتها 500 وحدة سكنية من الحجم الكبير والمتوسط والصغير، ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى من الوحدات السكنية في الربع الأول من العام المقبل.


بوابة مكة المكرمة

أما مشروع بوابة مكة فهو واحد من المشاريع الأساسية والهامة التي تتسق مع الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، ويهدف إلى تحفيز وتسريع التنمية فى القطاع الغربي من مكة عن طريق المشاركة بين القطاعين العام والخاص اللذين سيعملان على تطوير وتنفيذ المشاريع التنموية بموجب مخطط هيكلي يقدم حلولا مرورية مدروسة وتنمية عمرانية متكاملة تشتمل على مناطق سكنية وحدائق ومساجد ومراكز خدمات تعليمية وصحية وترفيهية.

ويغطي المخطط الهيكلي للمشروع مساحة 85 مليون متر مربع، تمتلك منها الشركة الأم، شركةالبلد الأمين، مساحة 60 مليون متر مربع، تبدأ من على بعد 31 كلم من الحرم الشريف وتمتد من طريق "مكة-جدة" القديم شمالا إلى طريق الليث جنوبا، ويحدها من الغرب طريق الدائري الخامس (طريق الشميسي)، ويخترقها من الغرب إلى الشرق طريق جدة مكة السريع ومسار قطار الحرمين. ومن مزايا هذا الموقع هو وجود قرابة 80 في المائة من مساحة الموقع فى منطقة الحرم و 20 في المائة في منطقة الحل، الأمر الذي يضيف مرونة كبيرة فى توزيع الخدمات التي تحتاجها المدينة المقدسة بين هاتين المساحتين. ويحتوي مخطط البوابة على عدد من المشاريع الحكومية الجاذبة مثل الجامعة، المراكز الطبية، المتنزه الوطني، ومجمع ترفيهي تعليمي متكامل، بالإضافة إلى عدد من المنشآت الثقافية والمراكز التراثية والمتاحف.