أكد مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عائض أن مفردة أزمة لم تمر على سكان منطقة عسير فيما يتعلق بالمياه خلال السنوات الأخيرة، مبينا أن العنصر السعودي الشاب يقود المديرية في المجالين الفني والإداري ويباشر المهام ليمنح تفاؤلا منتظرا.. وعن حاضر قائم بمنجزاته وأرقامه.. ومستقبل ينتظر التقدم والرقي.

وبين آل عائض في حواره التالي مع "الوطن" عن دور المؤسسة التي يقف على هرمها في المنطقة، ويفصح عن الأرقام التي تحظى بها المنطقة من ميزانية الخير، فإلى نص الحوار:-

أزمات المياه التي تحدث فجأة.. هل هي حقيقية أم مفتعلة؟

مفردة أزمة لم تمر على سكان منطقة عسير فيما يتعلق بالمياه خلال السنوات الأخيرة، وهذا عائد ببساطة لتوافر المياه بعد تشغيل المرحلة الثانية من التحلية وطالما كانت كميات المياه تسد الاحتياج فلن يكون هناك أي أزمات.

مشروع تحلية مياه الشقيق "المرحلة الثانية" الذي تم الانتهاء منه.. ماذا سيضيف للمنطقة؟

يعد مشروع "المرحلة الثانية" وأنظمة نقل المياه الخاصة إلى منطقة عسير من المشاريع الاستراتيجية التي دخلت الخدمة وذلك بتوفيرها 133,532م3 يوميا من المياه لمنطقة أبها الحضرية، وتشمل مدن أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة ما عدا المحافظات والمراكز الشرقية منها، وكذلك الشريط الجبلي الممتد من ظهران الجنوب حتى بلقرن شمالا، وقد تم تشغيل الجزء الشمالي من ذلك الشريط وقريبا بإذن الله سيتم تشغيل الجزء الجنوبي ابتداء من مركز عين اللوي وانتهاء بمحافظة ظهران الجنوب، وهذه الكمية من المياه تمثل 145% من كميات المياه المنتجة من الشقيق (1) وبالتالي فقد أدى هذا المشروع دورا أساسا في سد فجوة الطلب على المياه للسنوات الحالية لهذه المناطق التي تعاني من نقص المياه.

- وماذا عن مشاريع الصرف الصحي؟

شملت مشاريع الصرف الصحي محافظات ومراكز منطقة عسير فخلال الأعوام الخمسة الأخيرة حظيت أبها بعدد 34 عقدا في هذا الجانب منها 16 عقدا منتهية بقيمة إجمالية 359,440,902 مليون ريال فيما بلغت قيمة العقود تحت التنفيذ حاليا 242,901.974 مليون ريال، وعدد هذا العقود 18عقدا، وكذلك فقد كان لمحافظات ومراكز المنطقة نصيب من هذا المشاريع؛ حيث حظيت بـ120 عقدا منها ما هو تحت التنفيذ ومنها ما انتهى العمل فيه.

- يتذمر أهالي بعض محافظات عسير من مشاريع السقيا؟

تم إقرار مشاريع السقيا إسهاما من وزارة المياه والكهرباء في توفير مياه الشرب للأهالي الذين يعانون من عجز مصادر المياه، وبمعدل 50 لتر /فرد/يوم ومن هنا تنطلق الفكرة الرئيسة للسقيا، التذمر حكاية أخرى فالطلب المتزايد على المياه وغياب ثقافة الترشيد واستيعاب مفهوم السقيا من قبل بعض المواطنين باعتبارها تلبي الطلب للمياه لجميع الاستخدامات فضلا عن صعوبة تضاريس المنطقة والتوزع السكني والقصور الملحوظ لدى متعهدي السقيا، كلها أسباب تقف وراء ما أسميته بالتذمر، وتتابع المديرية دوما مشاريع السقيا وتقف على الملاحظات بل وتطبق المخالفات على من تجده يتهاون في تقديم هذه الخدمة.

ما الاستراتيجية العامة للمياه في عسير ذات الجغرافيا الواسعة والطبوغرافيا المتنوعة؟

منطقة عسير بمساحتها الشاسعة وكثافتها السكانية العالية وصعوبة تضاريسها كانت تحتاج لنظرة مختلفة لتوفير المياه، لأن المعطيات السابقة حتمت أن تكون مصادر التغذية مختلفة.

فبعد تشغيل محطة التحلية في مرحلتها الثانية تم تغذية الشريط الجبلي من ظهران الجنوب وحتى بلقرن، وقد تم بالفعل تشغيل محطات التوزيع في شمال المنطقة بشكل كامل من الملاحة حتى بلقرن، وكذلك يتم الترتيب حاليا لتشغيل محطات التوزيع في جنوب الشريط الجبلي ابتداء من مركز عين اللوي وحتى ظهران الجنوب، وفي تهامة وصلت المياه المحلاة إلى الحريضة والقحمة والبرك والشعبين، وتجري الترتيبات لدراسة إيصال المياه إلى مركز حسوة، ويوجد حاليا مشروع لحفر آبار ومحطة تنقية وخزانات لتغذية محافظتي المجاردة وبارق.

أما في شرق المنطقة فتم الانتهاء من مشاريع إيصال المياه إلى تندحة وطريب والعرين ويجري حاليا الترتيب لبدء إيصال المياه إلى مركز الحفاير، وتم كذلك الانتهاء من تنفيذ أعمال إيصال المياه المحلاة إلى مركز وادي بن هشبل ويعرى والمضة.

وفيما يتعلق بمحافظة محايل ومركز قنا فستكون تغذيتها حاليا من مياه سد حلي بالقنفذة ويجري تنفيذ الأعمال التي تمكن المواطنين من الاستفادة من تلك المياه.

أما محافظتي بيشة وتثليث ومراكزهما فنظرا للموقع الجغرافي لهاتين المحافظتين البعيدتين عن أبها الحضرية التي تغذى بالتحلية، لم يكن هناك خيار سوى تغذيتهما سوى من مشروع مستقل حيث جلبت المياه من تكوين الوجيد في الربع الخالي من خلال مشروع عام بمسمى حوض الوجيد تخللته مجموعة مشاريع زادت تكاليفها على المليار ريال، ويسير العمل فيه بشكل جيد ومن خلاله ستتغذى محافظتي بيشة وتثليث بالمياه.

- ما دور المديرية في الحد من ظاهرة الآبار الارتوازية، وهل تهدد الأمن المائي في عسير؟

باشرت المديرية دورها المنوط بها واستكملت كافة التنظيمات الإجرائية الداخلية والرقابية على الحفارات المخالفة بدعم الجهات الأمنية.

وأما مسألة تهديد الأمن المائي في عسير، فهي تقع ضمن نطاق الدرع العربي الذي لا يحتوي على أي خزانات مائية جوفية سوى بعض الأشرطة الضيقة من الرواسب الرملية من امتداد الأودية، ولذلك فإن المحتوى المائي يتجدد سنويا وفق معدلات طول الأمطار وشدتها.

تتقاطع مشاريع المديرية مع كثير من الجهات الخدمية الأخرى، هل هناك تعاون بهذا الشأن؟

التعاون متواصل ومستمر مع كافة الجهات الخدمية وهناك لجان تنسيق تقوم على تحقيق ما أمكن من التعاون الذي يصب في الصالح العام، وقد يحدث بالفعل حالات من التداخل نظرا لارتباط كل جهة حكومية بمشاريعها بشكل مستقل ماليا وفنيا وأيضا على صعيد المدة الزمنية للتنفيذ، وهذا يقف دون تحقيق أقصى درجة من التنسيق.

سد جازان.. يحمل تطلعات مائية كبرى لسكان منطقتي عسير وجازان، كيف يمكن أن يكون رافدا مائيا لعسير؟

يقع سد جازان ضمن الحدود الإدارية لمنطقة جازان ويعتبر السد رافدا رئيسا لمنطقتي عسير وجازان، حيث تم استكمال المرحلة الأولى من السد لضخ المياه إلى محطة مربة بطاقة 50 ألف متر مكعب لكل يوم في حين يجري حاليا استكمال دراسة المرحلة الثانية من قبل مقام الوزارة بطاقة تبلغ 75.000 متر مكعب لكل يوم.

السدود هي حاضن كبير للمياه في منطقة عسير، ماذا عن سد مربة وعتود والسدود الأخرى في محافظات المنطقة؟

تم الانتهاء مؤخرا من ربط السدين بمحطة التنقية بمربة بخطوط ناقلة للاستفادة منها كرافد لمحطة التحلية عند الحاجة، كما هناك العديد من السدود في المنطقة يستفاد منها لمياه الشرب.