مشهد العنف المبرح والضرب (بالعصا، وأي عصا..!) من رجل الأمن لمشجع رياضي (مراهق) لم يكن الأول وقد يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، ولكننا واثقون جدا من معالجة الأمر (أمنيا) بقيادة الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الذي عودنا على قرارات بليغة وحازمة وآمنة، وفقه الله ورجال الأمن البواسل لحفظ الأمن والمحافظة على الوطن.

في مرتين قبل نحو عشر سنوات تعرض بعض الشباب المتهورين للضرب والتسحيب في مباراة كرة قدم وأخرى في كرة اليد، وتم تدارك الأمر بتعليمات صارمة في بتشويه الوطن من الجانب الأمني على الهواء مباشرة بما يتيح التصعيد على كل الأصعدة.

ولكن الحالة هذه المرة تم تصويرها بالأجهزة الذكية من قبل مشجعين في المدرجات خلال حدث مهم جدا بين الهلال والسد القطري ضمن دوري آسيا، وهو ما يفاقم المشكلة والقضية.

مهما كان السبب لا يمكن أن يكون التعامل الذي يصل وصفه (للوحشي) من قبل رجل الأمن الذي شاهده الجميع وصار على كل لسان، ونحن نعرف جيدا أن بعض الشباب المراهقين يدخلون في تحديات باقتحام الملعب، وما أن ينجح هذا المشجع أو ذلك في قفز السور أو التسلل إلى أرضية الملعب وبعد مطاردة (فكاهية!) ينتهي المشهد بلا أذى من المشجع الذي قد يدفع ثمن تهوره بعلقة أو سجن أو جلد أو على نحو ما صار أول من أمس الثلاثاء، ويالها من علقة فاضحة مؤلمة موجعة على عدة أصعدة، فالجندي تم تصويره بحرفية وصار معروفا لأهله وأصدقائه في وضع مأساوي بلا إنسانية ولا وعي ولا مسؤولية.

أما الشاب فقد يتكبد مشاكل الضرب إلى إعاقة جسدية أو ذهنية إضافة إلى المشهد المؤذي جدا وهو (مغمى عليه) ومحمول إلى خارج الملعب، سائلين المولى العلي القدير أن يلطف به وأن يخفف على أهله هول الصدمة.

في كثير من المرات السابقة المتكاثرة طالب الإعلام (بضوابط) تحد من ظاهرة اقتحام الشباب لأرضية الملاعب ومنها إستاد الملك فهد الدولي المحصن (بخندق) بين السور والمضمار دون أن يكون له حاجز خوف لدى المشجعين..!

ولن أعيد مقترحات منها (التشهير) بهؤلاء في نفس الملعب، والإعلان عن عقوبات صارمة من بينها السجن والجلد، ولكن الجهات (غير الرياضية) كان لها آراء أخرى، وهذا مجالهم واختصاصهم المتصل (بأمن الشباب والوطن).

ولكن المشهد الجديد بالضرب بالعصا الأمنية والركل والتسحيب يحتم حراكا قويا وسريعا من الجهات ذات العلاقة بمبادرة من اللجنة الأولمبية السعودية برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد، والاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأستاذ أحمد عيد، والتواصل مع وزارة الداخلية ومجلس القضاء بما يحقق المحافظة على شبابنا في الملاعب والصالات الرياضية.

والأكيد أنه متى وجد نظام صارم سيرتدع كل من تسول له نفسه مزاجيا أو عبثيا أو تسلية، أما إذا استمرت الاجتهادات فإن الفوضى ستظهر بين فترة وأخرى وقد تتفاقم بأمور ليست على بال أحد.

أمر مهم جدا جدا، لا بد من تدريب وتثقيف رجال الأمن الذين توكل لهم مهام مراقبة الجمهور في الملاعب، وهناك حلول أخرى من بينها ما طرح في جريدة "الوطن" قبل ست سنوات حيث توصل المشاركون في تحقيق صحفي إلى إنشاء مؤسسة تحت اسم: (أمن الملاعب) بزي خاص ويدربون جيدا، بما يكون ملائما مع مرتادي الملاعب، أضف إلى ذلك تقليل البطالة بتوظيف آلاف الشباب، بدلا من انتداب (جنود) من قطاع عسكري بعضهم غير مؤهلين في هذا المجال أو ينفرون من تكليف عمل طوال اليوم من الصباح وحتى منتصف الليل.

نسأل الله السداد والتوفيق للجميع.