تناولت مسرحية "للعرض بقية" التي قدمتها ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة، فرقة نادي المسرح بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، على مسرح إثراء - في موقع برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي، مساء أول من أمس، عدة قضايا حياتية تنبع من خلال الرغبة الفردية للإنسان مقابل العمل الجماعي، ويكشف العرض وهو من تأليف وإخراج راشد الورثان وبطولة حسين العامر وأحمد الشايب ومحمد البركات وأحمد العيسى ومجموعة من الشباب، لحالة الشعوب المنغلقة على نفسها التي تنكشف أمام أي حدث وتكون هشة، ليست لديها قابلية أبدا للتغيير.

وفي الندوة التطبيقية التي أدارها ماهر الغانم وشارك فيها مخرج العمل والفنان عبدالله السعداوي بقاعة عبدالله الشيخ بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام قال السعداوي: ليس هناك شيء اسمه عرض في المسرح، وأقصد ليس هناك ثمة اكتمال للمسرح والمسرح هو سؤال كبير في عالمنا الحياتي. العرض جاء بعنوان "للعرض بقية"، والبقية لم نرها ويمكن أن تنتهي المسرحية كما كانت البداية.. اللعبة وفي الأخير ينتهي النص. "للعرض بقية" لعبة ورشية أكثر من عرض مسرحي والإشكالية أن النص سار على منوال واحد وعلى الحالة الأولى للعبة التي كانت بداية المسرح نزع الأحذية ورميها في الأرض والنقاش حول دفن الجثة..

وفي مداخلة للمخرج عبدالهادي القرني قال: ليس في العرض شخصية رئيسية وكان العمل مركزا أكثر حول محور "الجثة" الممددة على المنصة والصراع الفكري والثقافي عليها وهي بمثابة إشارة إلى ما يفعله الإنسان قبل الموت وهو ما أعطى المتلقي مساحة من التفكير والقراءة بأكثر من صورة ومشهد، وبرز مشهد الكرسي وحالة التغيرات التي تصيب الفرد عندما يعانق جسده الكرسي فيتحول إلى شهواني أو قاتل أو أصم عن متطلبات مجتمعه والأمة التي يعيش بينها، وأيضا طرح مسألة كون الفرد يكون قائدا أو مسؤولا والمهام الصعبة التي تنتظره.

فيما انتقد المسرحي إبراهيم جبر الثنائية، قائلا: للمرة الثانية نرى في المهرجان المخرج هو المؤلف وهو ممثل، وهي مسألة تحتاج إلى مراجعة من قبل المسرحيين، وعلى المخرج أن يبحث عن نصوص من مؤلفين حتى يكون عملا جماعيا، وحالة من التشابك الإيجابي ما بين المخرج والمؤلف والممثل. وأشاد المسرحي علي البحراني بالعرض خاصة أنه العرض السادس لشباب جامعة البترول، وهو في حالة تجل وتصاعد من عرض إلى آخر. فيما أثار المخرج محمد الحلال مسألة الاهتمام بالطاقات والقدرات الشبابية من الجامعة والمدرسة.