شاءت الأقدار أن يكون اسم "مولر"، ماركة مسجلة لأمجاد الكرة الألمانية، وهو ما أكده رابع نجم ألماني حمل هذا اللقب، وهو توماس مولر الذي قاد منتخبه لفوز عريض على البرتغال برباعية نظيفة، حملت ثلاثة منها توقيعه، ما يجعله على رأس قائمة المرشحين للفوز بلقب الهداف كما فعل في النسخة الماضية.

وبدأت سلسلة النجوم "مولر" مع الحقبة الذهبية للمنتخب الألماني وبايرن ميونيخ، مع الأسطورة جيرد مولر الذي لم يلعب بطولة إلا وكان هدافها التاريخي، وما زال يحتفظ بلقب الهداف التاريخي حتى الآن لغالبية تلك البطولات.

ويبدو أنها ستستمر مع توماس مولر الذي احتفل أمام البرتغال بمباراته الدولية الـ50، وهز الشباك في آخر 4 مباريات في كأس العالم، علما أن رودي فولر ويورجن كلينسمان الوحيدين اللذين سبق لهما أن نجحا في ذلك، رغم أن هيلموت راهن وجيرد مولر كانا قد حققا إنجازا أفضل من ذلك في الماضي، حيث سجل كل منهما في 5 مباريات على التوالي.

وعلى صعيد آخر، سجلت ألمانيا ما مجموعه 25 هدفا في كأس العالم، بتوقيع لاعب يحمل لقب "مولر": جيرد (14 هدفاً)، وتوماس (8)، وديتر (2)، وهانسي (1).

مولر الجديد

ولد توماس مولر في مدينة فيليم شونجاو في بافاريا جنوب ألمانيا، ولعب في سن العاشرة لنادي تي إس في بال التابع للمدينة المجاورة في نفس الإقليم قبل أن ينضم لمدرسة بايرن ميونخ عام 2000، ويصبح جزءا من فريق بايرن ميونيخ تحت 19 عاما، وحل معه ثانيا في دوري 2007 فانضم للفريق الثاني.

ظهر مولر لأول مرة في تدريبات الفريق الأول في المعسكر الإعدادي لموسم 2008 تحت قيادة كلينسمان وشارك في بعض المباريات الودية لكنه ظهر رسمياً كلاعب للفريق الأول في 15 أغسطس وذلك في المباراة ضد هامبورج ونجح بعدها في المشاركة لـ3 مرات في الموسم وشارك في دوري أبطال أوروبا بديلا لباستيان شفاينيشتايجر في الدقيقة 72 من مباراة سبورتنج لشبونة البرتغالي في 10 مارس 2009 التي حسمها البايرن 7-1.

وقع توماس مولر أول عقد احترافي مع بايرن ميونخ في فبراير 2009، ومنحه المدرب الهولندي الجديد لبايرن ميونخ لويس فان جال الفرصة كاملة على حساب نجوم آخرين أمثال ميروسلاف كلوزه وايفيكا اوليتش وبرانييتش ومارتن ديميكلس.

انتفاضة مولر الأولى التي قدمته للجمهور كانت من خلال مباراة بروسيا دورتموند الموسم الماضي عندما سجل هدفين متتاليين في المباراة التي انتهت بانتصار لبايرن بنتيجة 5-1، وعاد بعدها بثلاثة أيام فقط ليسجل في مرمى مكابي حيفا في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وتوج لاعب الشهر في البوندسليجا.

ووقعت إدارة بايرن ميونخ مع مولر عقدا لـ3 سنوات كاملة قبل انطلاق القسم الثاني من الدوري للموسم الماضي الذي شارك فيه مولر بانتظام، وسد العجز الذي تركته إصابة فرانك ريبيري في الرواق الأيسر تارة وإصابة آريين روبين في الجناح الأيمن تارة أخرى، قبل أن يعود لمسلسل التسجيل في أبريل 2010 في مرمى شالكه، تبعها بأول هاتريك في مسيرته الاحترافية أمام بوخوم في الأسبوع التالي.

بعدما جمع 13 هدفا وصنع 11، وتوج مع بايرن ميونخ بطلاً للبوندسليجا، عاد مولر لخوض نهائي كأس ألمانيا أمام فيردر بريمن فسجل هدفا وصنع هدفين، منهيا موسمه مع البايرن في سنتياجو بيرنابيو في مدريد على أيدي الإنتر الإيطالي، حيث خسر نهائي دوري أبطال أوروبا 1 /2.

ختم مولر موسمه الاحترافي الأول بـ52 مباراة مع فريقه مسجلا 19 هدفا جعلت صحيفة "كيك" الألمانية تختاره أفضل وافد للبوندسليجا.

وكانت البداية الدولية الفعلية لمولر في مونديال 2010 حيث انضم لقائمة الـ27 الألمانية للمشاركة في البطولة، وكان واحد من 7 لاعبين في المنتخب ينتسبون لبايرن ميونيخ، وتقلد القميص رقم 13 بعدما قلصت القائمة إلى 23 لاعبا.

وعلى طريقة جيرد مولر، كانت ثالث مشاركات توماس مباراة المنتخب الألماني الأولى في مونديال 2010، وبدأها ضد أستراليا وسجل أول أهدافه الدولية فيها، وحجز مقعدا أساسيا في جميع المباريات في المجموعة الرابعة، ثم سجل ثنائية في مرمى المنتخب الإنجليزي في دور الـ16، وأصبح أصغر لاعب بعد بيليه يسجل ثنائية في الأدوار الإقصائية بكأس العالم، وأصغر ألماني بعد فرانز بيكنباور يسجل ثنائية في مباراة للمنتخب الألماني.

وسجل مولر هدفه الرابع في البطولة ضد الأرجنتين في ربع النهائي لكنه نال بطاقة صفراء أبعدته عن مباراة إسبانيا في المربع الذهبي، وعاد في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وسجل هدفه الخامس في البطولة ضد الأوروجواي وأنهى كأس العالم هدافاً بـ5 أهداف، وبجائزة أفضل لاعب ناشئ.