علق وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الجرس إزاء ما تعانيه دول العالم الإسلامي من كوارث وأزمات تنتقل ضد المسلمين من بلد إلى آخر، على غرار ما يحدث في ميانمار وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلدان، مؤكدا أن الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، بل امتد لتصل الإساءات والاعتداءات لتطال ديننا الإسلامي الحنيف وشخص الرسول الكريم، ويصدر هذا الأمر من جهات وأفراد ووسائل إعلام إما من باب الجهل بحقيقة الإسلام أو من منطلق التحامل والكره لهذا الدين ومعتنقيه.

وجاء تنبيه الفيصل خلال وقائع الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامية المنعقدة في جدة على مدار يومين، فيما لم يفته التحذير من أن الأوضاع في العراق توحي بحرب أهلية، مجددا في كلمته التأكيد على أن موقف المملكة ثابت من الأوضاع التي تحدث في المنطقة.

وقال الفيصل إن الوضع الحالي في العراق "يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن باتجاهها وانعكاساتها على المنطقة"، ذاكرا أن الأزمة السورية ساعدت على ما يبدو في تعميق الاضطرابات الداخلية في العراق، مؤكدا أن المملكة ترفض التدخل الخارجي في صراعات المنطقة.

وأضاف أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الرحمة والعدالة والوسطية، والله عز وجل جعل الأمة الإسلامية أمة وسطا فقال تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً "، وجاء الإسلام ليقيم حضارة إنسانية تقوم على قيم الحوار والوسطية والتسامح والعدل ونبذ الظلم والإقصاء والغلو والعنف والتطرف مما جعلها حضارة إنسانية تخدم البشرية جمعاء.

وأبان أن هذه المبادئ شكلت ركائز دعوة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها من منبر الأمم المتحدة، لاستصدار قرار يمنع الإساءة للرموز والمقدسات الدينية من مختلف الجهات ومحاسبة المتورطين في هذا الأمر المشين، وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على إزالة مسببات التصادم بين الحضارات والثقافات، فقد جاءت دعوته للأخذ بمبدأ الحوار والتعايش بين أتباع الديانات والعقائد في مختلف الأمم والشعوب، وعلى أساس ما يجمعها والإبتعاد عما يفرقها وعمق التناقضات فيما بينها، وجاء التأكيد على نبذ العنف والتطرف والإرهاب في قمة مكة الإسلامية الإستثنائية لعام 1433 هـ.

وكانت أعمال الدورة الـ 41 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي تستضيفه السعودية تحت عنوان "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" بدأت اليوم بقصر المؤتمرات بجدة، بحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، التي تستمر يومين بمشاركة الدول الأعضاء.