نحو 13 يوما رائعا في البرازيل، كان الشعور الجيد هو المسيطر على كأس العالم لكرة القدم إذ كانت الأهداف كثيرة والجماهير سعيدة بعودة البطولة إلى موطنها الروحي، ثم جاء لويس سواريز.

فمنذ لحظة عض سواريز لكتف المدافع الإيطالي جيورجيو كيليني أصبحت كل الأهداف الرائعة والاحتفالات الصاخبة في دور المجموعات أمورا هامشية بعد إيقافه 9 مباريات.

وأوقف سواريز 4 أشهر عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم وغرم 100 ألف فرنك سويسري (112 ألف دولار)، حيث عاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اللاعب - الذي أوقف مرتين للسبب ذاته - بقسوة. وقال الفيفا "هذه التصرفات لا يجب أن تحدث في ملاعب كرة القدم وخصوصا في كأس العالم حيث تتجه أنظار الملايين للاعبين في البطولة".وحرمت العقوبة - الأقصى في كأس العالم - البطولة من أحد اللاعبين الرائعين وتركت أوروجواي بدون سلاحها القوي قبل مواجهة كولومبيا في الدور الثاني. جلس سواريز على مقاعد البدلاء في المباراة الأولى أمام كوستاريكا التي خسرتها أوروجواي 3-1 لكنه عاد وأحرز هدفين في المباراة الثانية أمام إنجلترا لتخرج من البطولة قبل أن يلعب دورا في الفوز على إيطاليا لتحجز أوروجواي بطاقة التأهل على حسابها.وستكون كأس العالم مملة بدونه لكن هناك عدد من الأسماء اللامعة التي ستنال حظها من الأضواء التي سيتركها مهاجم أوروجواي. وتردد اسم نيمار كثيرا قبل كأس العالم واستطاع التعامل مع كل الضجيج حوله وأنهى الدور الأول بالاشتراك في صدارة هدافي البطولة وقيادة البرازيل إلى الدور الثاني. ونجح نيمار (22 عاما) في إنهاء التوتر البرازيلي في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا بعد أن أحرز هدفين وقاد البرازيل للفوز 3-1.

وبالنسبة للبعض فإن ميسي يستطيع الانضمام إلى قائمة الأفضل في تاريخ كرة القدم بالتألق في كأس العالم ومستواه في البرازيل يدل على أنه يسير على الطريق الصحيح. وراوغ ميسي دفاع البوسنة ليسجل هدف الفوز في المباراة الأولى ثم سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في مرمى إيران في الوقت بدل الضائع، واختتم الدور الأول بهدفين في مرمى نيجيريا أحدهما من ركلة حرة.وفي الوقت الذي سجل فيه ميسي متأخرا استطاع كلينت ديمسي تسجيل أسرع هدف في البطولة بعد مرور 30 ثانية في مرمى غانا وهو خامس أسرع هدف في تاريخ كأس العالم. وبالنسبة لكرة القدم فإن شريان الحياة لها هو الأهداف وهو أمر لم تفتقده البطولة. ففي أول 16 مباراة سجل 49 هدفا - بمعدل 3.06 أهداف في المباراة - لكن هذا المعدل تراجع إلى 2.89 هدف لاحقا.

لكن البطولة في طريقها لكسر الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة إجمالا في نهائيات 1998 بفرنسا وبلغ 171 هدفا. وفي دور المجموعات سجل 136 هدفا ليتخطى الرقم القياسي السابق المسجل في نهائيات 2002 بكوريا الجنوبية واليابان بفارق 6 أهداف. وهولندا هي أكثر المنتخبات تسجيلا حيث أحرزت 10 أهداف جاء 5 منها في أول مفاجأة مدوية في البطولة بالفوز 5-1 على إسبانيا لتضع الهزيمة إسبانيا على أول طريق الخروج.ويتصدر هدف روبن فان بيرسي بالرأس في مرمى إسبانيا قائمة الأهداف المرشحة لتكون الأفضل في البطولة، رغم أن هدف زميله أرين روبن بعد سباق بينه وبين سيرجيو راموس ومراوغته دفاع إسبانيا ضمن الأهداف المرشحة أيضا.وبخروج المنتخب الإسباني تكون المرة الثانية على التوالي التي يودع فيها حامل اللقب البطولة من الدور الأول بعد أن عانت إيطاليا من نفس المصير في جنوب أفريقيا 2010.

وكانت كأس العالم مخيبة للفرق الآسيوية التي لم تتمكن من تحقيق أي انتصار. وأنهت منتخبات أستراليا وإيران وكوريا الجنوبية واليابان البطولة بـ3 تعادلات و9 هزائم وودعت البطولة مبكرا.