تلقت البرازيل بطلة العالم 5 مرات خسارة كارثية هي الأقسى في تاريخها الكروي، عندما سقطت أمام ألمانيا 1-7 أمس، في بيلو هوريزونتي، في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من نهائيات مونديال البرازيل 2014.

وسجل لألمانيا توماس مولر (11)، ميروسلاف كلوزه (23)، طوني كروس (24 و26)، سامي خضيرة (29) وأندري شورلي (69 و79)، وللبرازيل اوسكار (91).

وكانت أقسى خسارة للبرازيل أيضا بفارق ستة أهداف أمام الأوروجواي صفر-6 عام 1920 في مسابقة كوبا أميركا في فينيا دل مار في تشيلي.

ولم تكن هذه المأساة الوحيدة للبرازيل في البرازيل، فقد حطم مهاجم المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه أمس، رقم البرازيلي رونالدو في عدد الأهداف في النهائيات بتسجيله الهدف الثاني بعد أن لعب أساسيا للمرة الثانية في البطولة في الدقيقة 23، رافعا رصيده إلى 16 هدفا مقابل 15 لرونالدو بطل العالم السابق.

وسجل كلوزه 5 أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ومثلها في مونديال ألمانيا 2006 عندما توج هدافا له، قبل أن يوقع 4 أهداف في النسخة الماضية، في جنوب أفريقيا 2010 وهدفين في النسخة الحالية بعد الأول أمام غانا (2-2) في الجولة الثانية من الدور الأول.

وكان رونالدو قد هزّ الشباك 4 مرات في مونديال 1998، و8 مرات في مونديال 2002 وتوج هدافا له، و3 أهداف في ألمانيا.

وبدا المنتخب البرازيلي الذي افتقد خدمات نيمار المصاب، وثياجو سيلفا الموقوف، ظلا لمنتخب بطل كان يتطلع إلى نجمة سادسة على صدره، وبدا هشا، إذ تلقى 5 أهداف في أقل من نصف ساعة في الشوط الأول أنهت آماله مبكرا.

وأبكت المباراة الكارثية البرازيليين، الذين لم يصدقوا انهيار منتخبهم على هذا النحو المفجع، وبدا الملايين الذين يتابعون عبر الشاشات غير مصدقين لما يحدث داخل أرضية الميدان، إذ كان "المانشافت" يصول ويجول في طول الملعب وعرضه، فيما كان لاعبو البرازيل يكتفون بالمتابعة فقط.

ومع انطلاقة الشوط الثاني، رمى البرازيليون بكل ثقلهم في الهجوم وصنعوا نحو 5 فرص حقيقة وجادة، لكن حارس المنتخب الألماني مانويل نوير وقف بالمرصاد لكل محاولاتهم، فزاد إحباطهم، قبل أن يستوعب زملاؤه البداية النارية، ويعودوا بقوة لتعزيز الفارق بهدفين جديدين، قبل أن يسجل أوسكار هدفا شرفيا مع غروب شمس المباراة لم يخفف من وقع الصدمة.

وببلوغها النهائي، وصلت ألمانيا لمباراة الختام للمرة الثامنة بعد أعوام 1954 و1974 و1990 عندما أحرزت اللقب، و1966 و1982 و1986 و2002 عندما حلت وصيفة.

وكانت البرازيل تمني النفس باستغلال استضافتها للعرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950 عندما أهدرت فرصة إحراز اللقب على أرضها وملعبها الشهير ماراكانا، حيث خسرت أمام الأوروجواي 1-2 بعدما كانت متقدمة 1-صفر وكان يكفيها التعادل فقط للظفر باللقب، بيد أن الماكينة الألمانية حرمتها من ذلك، وألحقت بها شر هزيمة في مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة في الأذهان مدى التاريخ باسم "كارثة بيلوهوريزونتي"، بحجم قساوة السقوط الذي لم تتعود عليه البرازيل حاملة الرقم القياسي.

ومثلما تذكر البرازيليون سكولاري، على أنه آخر من قادهم إلى اللقب عام 2002، فسيبقى عالقا في الأذهان، ولكن هذه المرة بأنه المدرب الذي منيت معه البرازيل بأقسى خسارة لها، علما بأنه خاض مباراته الـ20 في المونديال، وعادل رقم مواطنه ماريو زاجالو.

وكان سكولاري أجرى 3 تعديلات على التشكيلة التي خاضت مباراة كولومبيا، فاختار مهاجم شاختار دانييتسك الأوكراني برنارد "21 عاما" بدلا من نجم برشلونة نيمار، ودفع بمدافع بايرن ميونيخ الألماني دانتي مكان سيلفا، وفضل فرناندينيو على باولينيو بعدما عاد لويز جوستافو إلى التشكيلة عقب غيابه عن مباراة الكافيتيروس بسبب الإيقاف.

في المقابل، لعب مدرب ألمانيا يواكيم لوف بالتشكيلة ذاتها أمام فرنسا في ربع النهائي.

وكان المنتخب البرازيلي الطرف الأفضل في بداية المباراة وبحث عن افتتاح التسجيل من محاولتين لمارسيلو وهولك، بيد أن نقطة التحول كانت عندما افتتحت ألمانيا التسجيل عبر مولر فانهار لاعبو المنتخب البرازيلي، وكثرت أخطاؤهم، فاستغلها الألمان جيدا وعززوا بـ4 أهداف بينها 3 أهداف في مدى 3 دقائق.

وتحسن أداء البرازيل في الشوط الثاني وسنحت أمامها أكثر من فرصة للتسجيل بيد أن الحارس العملاق مانويل نوير حال دون ذلك كما أن الدفاع الألماني لم يسترخ ودافع ببسالة عن عرينه حتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت تسجيل هدف الشرف لأصحاب الأرض.