هل تعلمون أن أجمل لقطة فنيّة على مستوى العالم موجودة هنا. لقطة هذه الحشود في المواسم الدينية "رمضان/ الحج/ العيدين".. حين تقف في أحد الأدوار العلوية بعمارة برج الساعة يمكنك أن ترى في الصورة مليوني إنسان أو أكثر في الحرم المكي، وعندما تطل من أحد مرتفعات (منى) ترى خلفية مهيبة لخيام بيضاء يتخللها ملايين البشر بملابس بيضاء، وكذلك الحال في (عرفات) التي تعطيك صورة ثالثة مختلفة، هذه المشاهد الخلابة لا يمكن أن يوفرها لك أي منتج في العالم مع إكسسواراتها، وتنظيم حركتها من تصعيد ونفرة، وحتى حواراتها من تكبير وتلبية.

ثم حين تنزل بالكاميرا إلى الأسفل سترى تفاصيل مذهلة من الوجوه والسحنات.. الألسنة واللغات والكثير الكثير من الحكايات التي تضيع في وسط الزحام.. لا أتحدث عن النقل التلفزيوني، والتغطية الإعلامية التقليدية، فهي موجودة، ولكن أتكلم عن استثمار هذه الخلفيات في أعمال فنيّة، عن إنتاج أعمال درامية تدور أحداثها في هذه المواسم.

كل تجمع بشري نعرفه صنعوا عنه أفلاما، وفي مصر لا يوجد (مولد) يؤمه بضع عشرات من الأشخاص إلا كان خلفية لأحد الأعمال الفنية سواء كانت أفلاما أو مسلسلات، أتمنى من المنتجين المحليين أن يتجهوا إلى هذه النوعية من الأعمال التي لا يمكن أن ينافسهم عليها أحد، هناك عوالم كثيرة لم نتطرق لها فنيا وما زلنا نراوح بين الكوميديا البسيطة والتراجيديا الاجتماعية الأبسط، لكني واثق من أن الجيل الجديد من الشباب سوف يستثمر كل هذه المناجم مع غيرها من السمات المتفردة ويستخرج منها أعمالا خالدة.