جدد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور سلمان السحيمي اتهامه مجمع اللغة الافتراضي بالعبث باللغة العربية ومحاولة خلق اللبس بموضع مسميات لأصوات الحروف وسطوهم على مؤلفه والتصرف بمحتوياته بما يضر باللغة العربية، مؤكداً أنه أول من رسم طبقات القاف في اللغة العربية تحت موضوع "القاف الطبقية" ومسميات أصواتها وتغيرها في مؤلفه إبدال الحروف في اللهجات العربية "الذي أصدره قبل 28 عاماً.

وقال في حديث لـ"لوطن" أمس معترضاً على ما سماه سطوا على أحد مواضيع كتابه وما طرحه حول "القاف الطبقية" ورسمها بحسب منطوقها أو بحسب نطق العرب لها بلهجاتها المختلفة، ومحاولة تغيير مسماها "للقيف" وأخذ مضمون كتابه دون الإشارة متخلين عن الأمانة العلمية والموضوعية في النقل، حسب تعبيره.

وأضاف السحيمي: ما أشاعه المجمع تحت مسمى "القيف" يعتريه الكثير من التعديات والتجاوزات على اللغة العربية وهو الذي يفترض منه أن يكون حارساً للغة، وأن من تحدث باسم مجمع اللغة الافتراضي احتوى حديثه على تناقض عقلي ونقلي وعلمي وأطالبه بالاعتذار لنقلهم من مؤلفي دون الإشارة حسب الأصول العلمية في النقل.

وسرد السحيمي عددا من الأدلة على تعدي المجمع - حسب قوله - من بينها أن كلمة "القيف" غير صحيحة ولا أصل لها وهي محرفة عن كلمة "القاف" وتحريف الكلم عن مواضعه من أساليب التحايل المعروفة، وكلمة "القيف" مختلقة وأنا ضدها لأن الحروف لا تغير أسماؤها ولأن اللغة العربية قد اكتملت فلا يجوز إدخال ما ليس منها وإطلاقهم لمسمى صوت "القيف" من شأنه أن يحدث أشكالاً لم يصل إليها إلا مجمع اللغة الافتراضي!!! مضيفاً أنه لو سرنا على طريقة مجمع اللغة الافتراضي لقلنا إن للصاد "صيد" وللضاد "ضيد" وفي اللام "ليم" وفي النون "نين" وهذا عبث في اللغة.

وقال في استدلاله الثاني: إن ما أخذ من كتابي "إبدال الحروف في اللهجات العربية" محصور في القرارين العاشر والحادي عشر المتعلقين بالقاف الطبقية التي سماها المجمع الافتراضي "القيف" لأن ما في هذين القرارين مأخوذ من كتابي ولم يشر الدكتور عبدالرزاق الصاعدي إليه أو إلى أي مرجع آخر لإيهام القراء أن المجمع انفرد بهذا الاكتشاف، فأين الأمانة العلمية التي يدعونها لحماية اللغة.

وأكد السحيمي، أنه لن يسمح لأحد أن يسلب حقوقه العلمية وسيتخذ من أجل ذلك جميع الطرق الرسمية لإيقاف المعتدين عند حدهم -بحسب وصفه-، معتبراً أنه الوحيد الذي يملك سندا متصلا عن خليل عساكر، فيقول نقلت طبقات القاف عن الدكتور عبدالعزيز مطر الذي أخذها بسند متصل عن خليل عساكر.

وتابع السحيمي أنه وصل لرسم طبقات القاف أو القاف الطبقية وتحولها في لهجات العرب قبل أن يكتشف بحث الدكتور خليل عساكر؛ حيث كان تفصيله لها في مؤلفه طريق المجمع لطرحها ناقلاً عن عبدالرزاق الصاعدي قوله "وبعد خمسة أيام من قرار المجمع اطلعت على بحث قديم للدكتور خليل عساكر مقدم لمجمع اللغة العربية بتاريخ 1950هـ بعنوان "طريقة لكتابة نصوص اللهجات العربية الحديثة بحروف عربية"، فسرني ذلك منه لأنه أكد لي أن اختيار الأغلبية كان موفقاً "وهذا يعني أنه لم يكتشف طريقة خليل عساكر إلا بعد صدور القرارين، أي بعد أن أخذ من كتابي ما أخذ، فمن أين أخذت الأغلبية النقط إن لم يكن من "إبدال الحروف في اللهجات العربية"؟ قبل أن تكتشف طريقة خليل عساكر التي ستوافق اختيار الأغلبية.

وقال السحيمي: ويقول الدكتور عبدالرزاق: إن من أدبيات البحث العلمي عزو الفضل لأهله ونحن عزونا الرسم لصاحبه الأول خليل عساكر، ونسي أنه لم يذكر مراجع القرارين اللذين أخذ مضمونها من كتابي، ولم يكتشف طريقة خليل عساكر إلا بعد صدورهما.

وزاد السحيمي بل إن في القرارين ما يوهم أنه اعتمد في النقط على الخط المغاربي (الأندلسي) إذ يقول "يرى مجمع اللغة الافتراضي أن يرسم صوت "القيف" بحرف القاف الفصحى منقوطة بنقطتين من تحت وهذا مألوف في الخط المغاربي (الأندلسي) حين يرسمون الفاء بنقطة من تحتها وهي أخت القاف في الهجاء"، لأنه عند صدور القرارين لم يكن أمامه "إلا إبدال الحروف في اللهجات العربية"، وهو لا يريد أن يذكره، وطريقة خليل عساكر لم تكتشف بعد، وبين السحيمي أنه أثناء تفصيله في فصل القاف والجيم ذكر تنوعات القاف وهي القاف اللهوية أو الفصحى وهي التي يقرأ بها القرآن اليوم وهذا رمزها "ق"، أما القاف الطبقية وهي التي تخرج من منطقة الطبق وهذا رمزها "ق" بنقطتين من أسفل، والثالثة القاف المزجية وهذا رمزها " دز" والقاف الطبقية هي التي أخذها مجمع اللغة الافتراضي وسماها "القيف"، وقد اخترت للقاف الطبقية نقطتين من أسفل لأنه كان أمامي في أثناء البحث عدة كتب القاف فيها منقوطة بنقطتين من أسفل منها كتاب الدكتور عبدالعزيز مطر، "لهجة البدو في ساحل مريوط" وقد أخذ النقط من الدكتور خليل محمود عساكر.

وأوضح السحيمي "فإذا كان للدكتور خليل فضل وضع النقط، فإن للدكتور عبدالعزيز مطر فضل تطبيق هذه النقط على لهجة من لهجات العربية، وهي "لهجة ساحل مريوط"، في جمهورية مصر العربية.

أما أنا فإنني طبقت النقط أو القاف الطبقية وهي القاف المنقوطة بنقطتين من أسفل على اللهجات العربية في الوطن العربي وشرحتها في كتابي "من ص 259 إلى ص 271 في كتاب "إبدال الحروف في اللهجات العربية"، وقد طبقته على النصوص النثرية والشعرية، وهذا التطبيق قد أخذه مجمع اللغة الافتراضي وسماه "القيف" ولم يشر إليه، بعد أن قدم في النصوص وأخر.

وأشار السحيمي إلى أن القول بالقاف الطبقية هو رأي معظم علماء الأصوات من أمثال الدكتور رمضان عبدالتواب في كتابه "المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي" والدكتور تمام حسان في كتابه "مناهج البحث في اللغة" والدكتور أحمد مختار عمر في كتابه "دراسة الصوت اللغوي" والدكتور مراد كامل في كتابة "اللهجات العربية الحديثة في اليمن".

وكان ينبغي على مجمع اللغة الافتراضي ألا يغفل الدراسات السابقة التي قيلت حول القاف الطبقية أو القاف المنقوطة بنقطتين من أسفل والتي بذل فيها علماء الأصوات جهداً كبيراً منذ إنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة إلى اليوم.

ولو ذهبنا إلى أسبقية النقط لوجدنا أن أبا الأسود الدؤلي هو أول من وضع نقطتين تحت الحرف عندما وضع رموز الحركات في اللغة العربية.

وتساءل السحيمي في دليله الخامس على تجاوز مجمع اللغة بقوله هل يستطيع مجمع اللغة الافتراضي والمشرف عليه الدكتور عبدالرزاق فراج أن يأتي بكتاب أو بحث والقاف فيه منقوطة بنقطتين من أسفل في قول الشاعر:

ولا أقول لقدر القوم قد نضجت ولا أقول لباب الدار مقفول

وقال: قبل عام 1407هـ وهو تاريخ صدور مؤلفي الذي له الفضل بوصول المعرفة - محل النزاع - لهم لأن هذا من ضمن الأمثلة التي طبقت عليها رسم القاف الطبقية وقد أخذه مجمع اللغة الافتراضي وأوهم أنه توصل إلى نقطة في عام 1435هـ.

ومثل القاف الطبقية الجيم الطبقية لأن مخرجهما واحد وهو الطبق إلا أن إحداهما تكون قافاً عند بعض العرب والأخرى تكون جيماً عند البعض الآخر، وذلك مفصل في كتاب إبدال الحروف من ص 291 إلى ص 298.