كثيراً ما نفتقد في السينما المصرية الآن، نوعية الأفلام المتغلغلة في نسيج الشارع اليومي، بهمومه وأفراحه ومشاكله الحياتية.

أظن أنه لو كان المخرج العبقري عاطف الطيب ـ رحمه الله ـ حياً إلى الآن، وشاهد هذا البون الشاسع الذي يفصل بين السينما المصرية وهموم مجتمعها، لما أرضاه الحال.

سينما عاطف الطيب، من النوع الذي تألفه الروح الجمعية، ويأنس به العقل الجمعي؛ لأن الكاميرا لديه مهمومة فعلاً بالناس.

من يعرف سينما عاطف الطيب جيداً، يعرف بالضبط ما أقصده، فهو خلال أعوام قليلة عاشها في المجال السينمائي، ومن خلال أفلام قليلة لا تتجاوز 20 فيلما، وضع اسمه في أعلى قائمة السينمائيين المهمومين بالشارع وقضاياه التي لا تنتهي.

عاد إلى ذهني قبل أيام، فيلمه الرائع: "الحب فوق هضبة الهرم"، وهو من الأفلام الرومانسية الواقعية، الملتحمة بهموم الناس، بدءاً بهموم الرغيف اليومي، وليس انتهاءً بالعلاقات العاطفية، التي يهدد استقرارَها غولُ الحياة المادية الذي لا يرحم.

لمثل هذا الفيلم الجميل جداً تحتاج السينما المصرية الآن، بقدر حاجتها للاقتراب من نبض وواقع الشارع المصري، والعربي عموماً.