بناء على المعايير، وبرغم وجود بعض التحفظات، فليس غريبا أن يحتل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة المركز الثاني في قائمة أسوأ مطارات العالم! ومتصدرا قائمة الأسوأ في الشرق الأوسط، ويليه في المرتبة الرابعة مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ثم مطار الملك خالد الدولي بالرياض في المرتبة الخامسة! وذلك وفق مسح سنوي أجراه موقع (Sleepinginairports.net) والمتخصص بخدمات المطارات. والمعايير التي استند عليها شملت:

1-انعدام الراحة: وتعني المحطات المزدحمة، وأماكن الجلوس غير المريحة أو المحدودة، ودرجات الحرارة غير الملائمة.

2- عدم توافر وسائل الراحة: وتشمل عدم توفر الطعام على مدار الـ 24 ساعة، وقلة الأنشطة التي يمكن ممارستها خلال فترات التوقف أو التأخير، وعدم وجود خدمة "الواي فاي" للاتصال بالإنترنت.

3- انعدام النظافة: ويشير إلى الطوابق القذرة، والرائحة الكريهة، والحمامات وصالات الطعام غير المرتبة.

4- سوء خدمة العملاء: وتشمل كل السياسات غير المتعاونة، أو غير الودودة من الموظفين، أو السياسات التي تعيق النوم في المطارات.

الدراسة الاستطلاعية لم تلبث ساعات معدودة إلا وانتشرت بسرعة البرق في "تويتر" وأنشئ لها هاشتاق، بعنوان: (#مطار_الملك_عبدالعزيز_الأسوأ_في_العالم).

وقد نقل فيه المغردون تجاربهم وانطباعاتهم عن سوء الخدمات والازدحام، وافتراش المسافرين في صالات المطار بسبب تأخر الرحلات، وتعامل الموظفين، فيما عبر آخرون عن استيائهم لكون المطار الواجهة الحضارية للحجاج والمعتمرين القادمين من أنحاء العالم. وليس غريبا أيضا عن مسؤولينا أن يذبوا عن ترتيبهم بالتقليل من شأن تلك الدراسات ويصفونها بغير الحقيقية، أو أنها غير معتمدة رسميا، وهو الأمر الذي لم يكن معروفا عند صاحبة الموقع، إذ أبدت استغرابها من طريقة تعاطي هيئة الطيران المدني مع الدراسة؛ حيث ذكرت أن بعض المطارات الأخرى التي وقعت في دائرة هذا التصنيف تقر بهذه النتيجة، وتعترف بوجود مشاكل في الخدمات المقدمة، وتبذل جهدها لمعالجة وتحسين الخدمات الناقصة.

صاحبة الموقع لا تعلم قصة بعض مسؤولينا مع التصنيفات فنحن نتفنن في التبريرات إذا وضعنا في الأسفل، ثم ما بين ليلة وضحاها وبقدرة قادر ننتقل وبشكل صاروخي إلى قمة الهرم!

وسؤالي: هل سافر معالي رئيس الطيران المدني وجهازه الإداري إلى المطارات المدهشة ذاتها التي نشاهدها في العالم؟ هل شاهدوا مطار شانغي الدولي في سنغافورة الذي توج في كل التصنيفات الدولية كأفضل مطار في العالم؟ هل شاهدوا مطار هيثرو الدولي الذي يعد ثالث أكثر مطارات العالم ازدحاماً؟ واللافت أن سكان لندن يعدون هذا المطار مزدحما بشكل غير طبيعي، بينما المسافرون يرون عكس ذلك! هل من المعقول أنهم لم يشاهدوا مطارات بكين و زيوريخ وطوكيو وميونيخ وهونج كونج! هذه المطارات شعارها "كل ما تتخيله ستجده بين يديك". أتمنى على هيئة الطيران المدني أن توضح لنا: إذا كان التقرير صحيحا، أو قريبا من الصحة، فلماذا تذيلت مطاراتنا السعودية ترتيب المطارات العالمية؟ ولماذا البطء في عملية التطوير؟ ومن الذي أخر مطاراتنا إلى هذا الوضع المؤسف؟ ومن جعلها متقهقرة بهذا الشكل؟ ومن عطل خدماتها مقارنة بمطارات العالم المتقدمة؟ هل شُرعت حقوق المسافر لكي تبقى مجرد مطويات تعلق على أرفف المطارات؟ ما موقع "حماية المستهلك" من الإعراب؟ متى نرى مستويات عالية الأداء وخدمات راقية في جميع مطارات السعودية الدولية والداخلية؟

أخيرا اخترت لكم بعض التغريدات التي صاحبت التصنيف:

1- "أصبت بصدمة حضارية عند وصولي من مطار كوالالمبور إلى مطار جدة".

2- "الناس صارت تدافع وتقول "استنو المطار الجديد، وحتشوفو كيف حيكون!" لا نمزح على بعض نهايتو حتكون نفسها".

2- "يجتمع في هذا المطار: وعثاء السفر، مع كآبة المنظر"!