سجلت الرياضة السعودية تراجعا مخيفا خلال منافسات دورة الألعاب الآسيوية الـ17، التي استضافتها مدينة أنشون الكورية الجنوبية من 19 سبتمبر الماضي واختتمت أمس.

فبعدما ختم رياضيو المملكة أسياد 2010 التي أقيمت في جوانغجو الصينية في المركز الـ13، بإحراز 13 ميدالية (5 ذهبيات و3 فضيات و5 برونزيات)، تراجعو في آسياد أنشون إلى المركز الـ20 بـ7 ميداليات (3 ذهبيات و3 فضيات وبرونزية واحدة).

وشهدت النسخة الـ17 للأسياد تسجيل 14 رقما قياسيا على الصيد العالمي (4 في الرماية وواحد في القوس والسهم و9 في رفع الأثقال)، و28 رقما آسيويا و105 أرقام للدورات الآسيوية، واكتشفت خلالها 6 حالات منشطات، طال بعضها أصحاب الميداليات الذهبية وبعضها الآخر رياضيين قبل أن تبدأ منافساتهم.واحتكرت الصين المركز الأول مرة جديدة بدون منازع برصيد 343 ميدالية (151 ذهبية و109 فضيات و83 برونزية) مقابل 234 لكوريا الجنوبية (79 ذهبية و71 فضية و84 برونزية) و199 لليابان (47 ذهبية و76 فضية و76 برونزية).

ولم تستطع الصين تكرار إنجازها السابق، حينما حصلت على 416 ميدالية (199 ذهبية و119 فضية و98 برونزية)، لكن المقارنة تبدو غير منطقية بين ما حشدته يومذاك وما هو موجود اليوم.وحلت كوريا ثانية في الدورة السابقة بمجموع 231 ميدالية (76 ذهبية و65 فضية و91 برونزية)، وجاءت اليابان كالمعتاد في المركز الثالث برصيد 216 ميدالية (48 ذهبية و74 فضية و94 برونزية).

وكسبت كوريا الجنوبية رهانا واحدا تمثل في التمسك بالمركز الثاني على حساب "غريمتها" اليابان التي حققت نتائج مماثلة لما حصلت عليه في الدورة الـ16 ما يعني ركودا في زمن تتطور فيه الرياضة بخطى متسارعة.

وتخلت إيران (18 ذهبية و13 فضية و17 برونزية) عن المركز الرابع في غوانغجو لصالح كازاخستان (22 ذهبية و20 فضية و32 برونزية)، في حين حققت كوريا الشمالية قفزة نوعية من المركز الثاني عشر إلى السادس برصيد 35 ميدالية (11 ذهبية و11 فضية و13 برونزية).

وحافظت أسماء على تفوقها منها السباح الصيني العملاق وانج سون (حصل على عدة ذهبيات فردية ومع منتخب بلاده) والعداءة البحرينة مريم يوسف جمال (ذهبيتا 1500 و5 آلاف) والسعودي سلطان الحبشي (احتفظ بذهبية الكرة الحديدية للمرة الثالثة على التوالي)، إضافة إلى الرامي الكويتي فهيد الديحاني الذي كان قريبا من الذهب.وبرزت أسماء جديدة منها خصوصا السباح الياباني كوسوكي هاغينو (عدة ميداليات ذهبية)، وأفل نجم بعضها وتحديدا السابح الكوري الجنوبي تاي هوان بارك.

إذا كان للتراجع الصيني مبرراته وأسبابه الخاصة، فلا عذر للعرب، في ظل تبوء عربي منصب رئيس المجلس الأولمبي هو الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح. واعدت الدول العربية العدة للدورة ودفعت بوفود رياضية كبيرة نسبيا، لكن الحصيلة لم تأت على قدر التوقعات بالنسبة للغالبية، وجاءت قطر والبحرين استثناء (64 ميدالية مقابل 69 في غوانغجو).

وحفظ العرب شيئا من الألعاب وغابت عنهم أشياء فتوج بعض رياضييهم على أعلى الدرجات في ألعاب القوى والرماية والفروسية، إضافة إلى بعض الفضة والبرونز في الألعاب القتالية، لكنهم غابوا تماما عن منصات السباحة.وفي الألعاب الجماعية، غابت الإمارات وصيفة مسابقة كرة القدم، وحلت قطر والبحرين في كرة اليد (ذهبية وبرونزية) والعراق في كرة القدم (برونزية).وتقدمت قطر من المركز الـ18 في دورة غوانغجو (4 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات) إلى المركز التاسع (10 ذهبيات و4 برونزيات) فكانت قفزتها كبيرة.

وكسبت قطر الرهان حيث وضع المسؤولون الرياضية هدفا بإحراز 10 ذهبيات ونجحوا.

من جانبها، انتقلت البحرين من المركز الـ14 (5 ذهبيات و4 برونزيات) قبل 4 سنوات إلى الـ13 مع غلة أوفر كثيرا (9 ذهبيات و6 فضيات و4 برونزيات). ووعدت البحرين بمفاجأة في الآسياد فتحققت المفاجأة، وجاءت جميع ميدالياتها في ألعاب القوى عبر رياضيين من أصول أفريقية باستثناء برونزية منتخب اليد، ما أثار جدلا حول التجنيس والمجنسين، لكن المجلس الأولمبي كان حاسما بتأكيده أن الشروط مستوفاة، وأن ذلك في العالم أجمع.

ولم يكن حصاد الأردنيين جيدا في الألعاب القتالية، كما فعلوا في الصين (ذهبيتان وفضيتان وبرونزيتان)، فتراجعت الغلة (فضيتان وبرونزيتان).

وغابت عمان واليمن عن لائحة الميداليات، وهما غالبا ما يكونان كذلك، فيما خسر لبنان (فضية وبرونزية).

وتراجعت الكويت من المركز الـ17 (4 ذهبيات و6 فضيات وبرونزية واحدة) إلى الـ19 بغلة أفضل (3 ذهبيات و5 فضيات و4 برونزيات)، وهي تدين في إحراز الذهبيات للرامي عبدالله الرشيدي (السكيت) وعبدالله المزين لاعب السكواش وهي رياضة غير أولمبية أصلا، وراشد المطيري (كاراتيه).

وتقدم العراق قليلا على اللائحة بفضل حسن الطالع الذي خدم العداء عدنان طعيس في سباق 800 م باستبعاد الثلاثة الأوائل، السعودي محمد عبد العزيز لادن، والقطري مصعب بلة، والبحريني إبراهام روتيتش، وكان نفسه أحرز بجهده الخاص برونزية 1500 م.

وخطت الإمارات أيضا خطوة إلى الأمام لكن بفضل المجنسة علياء سعيد التي أحرزت لها الذهبية الوحيدة في سباق 10 آلاف م.