بدأ الفريق الأول لكرة القدم في نادي نجران موسمه الحالي بشكل مختلف، حيث بدأ بلا ملعب و لا جهازين إدراي وفني، حيث رحل مدير الفريق صالح قميش، ولحق به مدير الاحتراف صالح آل سالم، وتأخر انضمام إداري الفريق حسين حنظل لظروفه الخاصة.

ليضطر رئيس النادي هذيل آل شرمة إلى تعيين مشرف الفئات السنية حمد جابر لتولي المهمة، لكنه لم يلبث طويلا حتى تم جلب إداري من خارج المنطقة، وتحديدا من القصيم وهو إبراهيم الجريس، كما توالت المشاكل على المارد النجراني، حيث رفض المدرب السابق الفرنسي لافاني قبل وصوله لنجران أداء التمارين على ملعب النادي لعدم صلاحية أرضيته، ما أجبر الفريق على أداء التمارين على ملعب نادي الأخدود الرديف بقيادة مدرب درجة الناشئين رمزي مرسي لمدة 10 أيام.

المنشأة والأمل

قد لا يخطر في بال أي شخص أو رياضي وهو يشاهد فريقا يصمد لسنوات طويلة في الدوري الممتاز، ويواصل تميزه أنه لا يملك أدنى مقومات الأندية النموذجية، التي تكفل له حقه كناد سعودي يلعب ضمن الكبار منذ 7 سنوات، فعندما تحضر للنادي، تواجهك لوحته التي اختفت ملامحها من تأثير الرياح والأمطار والأتربة، وتتفاجأ بالمدرجات الخشبية المتهالكة، والبنية التحتية الرديئة لملاعب كرة اليد والسلة لتأتي الصدمة بملعب أصبح شبه ترابي، يتحول إلى بركة من الطين عند هطول الأمطار، الأمر الذي أجبر الإدارة على تحويل تدريبات الفريق إلى ملاعب الحواري وملعب الأخدود.ويفتقد مقر نجران إلى غرف تبديل الملابس وغرف الإصابات ودورات المياه، ولعل الشيء الجميل الوحيد في نادي نجران هو المعسكر الدائم، الذي أنشئ بجهود ذاتية إبان رئاسة الرئيس السابق مصلح آل مسلم.

بعد صبر طويل أتى الفرج والبشرى التي زفها أمير منطقة نجران باعتماد منشأة جديدة للنادي بتكلفة 64 مليون ريال، إلا أنه وحتى اللحظة لم يتم تحديد المكان والزمان الذي سيشهد بدء تنفيذ المشروع.

مسلسل الهروب

كتب لاعب الفريق الأول بنادي نجران والمعار من نادي النصر ريان البقمي حلقة جديدة من مسلسل الهروب، الذي انتهجه لاعبو الفريق منذ فترة ليست بالقصيرة.

وسبق أن غادر أسوار النادي البرازيلي ويلسون، بعدما فقد الأمل في تحقيق مطالبه المالية، وقائد الفريق السابق السوري جهاد الحسين، الذي شد الرحال إلى دبي الإماراتي، ومنه إلى التعاون السعودي، والحارس عويضة العامري الذي تعاقد مع الرياض، والظهير الأيسر عباس الشنقيطي، لتأخر مستحقاته المالية.

ليأتي الدور على اللاعب محسن القرني رافضا كل المحاولات من أجل عودته لنجران ليستقر أخيرا في الشعلة، وبعدها غادر المدافع وليد عبد ربه نجران بعد وصوله بيوم واحد محتجا على الطريقة التي استقبل بها بعد وصوله مطار نجران، لينتهي المسلسل بمغادرة البقمي تاركا خلفه لغزا كبيرا، بعدما تبادل الاتهامات مع رئيس النادي علنا عبر شاشات التلفزيون والبيانات الرسمية.

رقم قياسي جديد

بعد أن حطم النجرانيون الموسم الماضي الرقم القياسي في عدد المدربين، الذين أشرفوا على فريق واحد في موسم واحد بواقع 4 مدربين، سيبدو الموسم الحالي مختلفا أيضا وسيتحطم الرقم الماضي، فرغم مرور 6 جولات فقط من الدوري، تعاقب على تدريب الفريق 3 مدربين، وتم التعاقد مع الرابع، فبعد الفرنسي دينيس لافاني، الذي أبدى المدرب استياءه من أرضية الملعب وعدم توفر أدوات التدريب التي تليق بفريق يلعب في الدوري السعودي للمحترفين قدم استقالته ورحل بعد مضي شهر واحد، وتعاقدت إدارة النادي مع البلجيكي مارك بيرس، الذي استقال بسبب ما وصفه بالتخبط الإداري وتحويل تمارين الفريق لملاعب الحواري، ليتم تكليف المدرب التونسي عبد الحي العتيري مدربا للفريق، وفي الآونة الأخيرة تم الاتفاق مع المدرب الجزائري فؤاد بو علي ليتولي تدريب الفريق خلال ما تبقى من منافسات الموسم الرياضي الحالي.

رحيل سريع

في الوقت الذي تنفست فيه الجماهير النجرانية الصعداء، بعودة هيئة أعضاء الشرف من جديد بعد انقطاع دام لأكثر من سنتين تبادل رئيس النادي هذيل آل شرمة ونائب رئيس هيئة أعضاء الشرف علي برمان رسائل التهديد والوعيد، بعد أن أعلن آل شرمة عن تقديم علي برمان لمبلغ 100 ألف ريال فقط للنادي، وهو ما أغضب نائب الهيئة الشرفية، وقرر ترك منصبه وتقديم استقالته، لتقف الهيئة الشرفية عن دعم النادي، وما تزال محاولات رئيس الهيئة الشرفية مسعود آل حيدر لتقريب وجهات النظر وإعادة تشكيل هيئة شرفية جديدة.

فشل ونجاح

بعد أن فشل الثنائي الأجنبي النيجيري أوبينا والمالي درامي في تقديم ما يشفع لهما بالبقاء مع مارد الجنوب قررت إدارة نجران إلغاء عقديهما، و إعادة هداف الفريق السابق جانسون دي سانتوس من جديد، والتعاقد مع صانع الألعاب الغاني وينفول كوبينا، والإبقاء على الثنائي الآخر مصعب اللحام رغم إصابته والجزائري فريد شكلام. وعلى صعيد المحليين تعاقد النجرانيون مع الحارس الكبير محمد شريفي قادما من الاتفاق و الحارس عبدالله الجدعاني من الأهلي، وماجد الخيبري، وعودة عبد الله راسان، وفهد السبيعي، ووسام وهيب، والمهاجم محمد مجرشي، وتجديد إعارة سلطان الشريف، لكن نسبة الاستفادة من هذه التعاقدات لم تتجاوز 50 % وهو مؤشر مخيف لمحبي الكيان النجراني.

تذبذب ومواقف

شهدت الجولات الـ6 الماضية، التي خاضها الفريق تباينا كبيرا في الأداء والمستوى الفني، ولم يستقر المدربون الذين أشرفوا على الفريق على تشكيلة ثابتة منذ بداية الموسم فكانت البداية بخسارة كبيره أمام النصر 4/1، ليعود ويتعادل أمام الأهلي1/1، وآخر أمام التعاون سلبيا، قبل أن يتلقى 3 خسائر متتالية أمام الهلال والاتحاد والشباب وبنتيجة واحده قوامها 1/2، وخلال المباريات السابقة لم ينجح مهاجموه في زيارة شباك الخصوم سوى 5 مرات، فيما استقبل مرماه 11 هدفا كثالث أضعف دفاع في الدوري حتى الآن.

يعتبر البرازيلي جانسون دي سانتوس هدافا للفريق بتسجيله هدفين رغم أنه لم يشارك إلا في مباراتين فقط.

ورغم كل الظروف التي واجهت الفريق النجراني من خسارة النقاط وعزوف الهيئة الشرفية عن دعم الفريق والوضع المالي السيئ إلا أن رئيسه هذيل آل شرمة ضرب أروع أمثلة التضحية مرتين كانت الأولى، حينما وافق على الطلب الهلالي بنقل مباراتهم للرياض تقديرا لمشاركته في البطولة الآسيوية والموقف الثاني عندما قدم دخل مباراتهم أمام الاتحاد تبرعا من النادي للاعب الفريق الأولمبي محمد آل عاطف الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل ما يقارب الشهر.