ليس هنالك ثمة أدنى شك أن من أولى الأولويات المهمة لأي مدينة في العالم أن يكون بها مطار، ليس لكونه رافداً حيوياً وحسب، بل إن الأهم من ذلك كونه يقوم على نقل أهالي هذه المدينة منها وإليها وتسهيل أمورهم ونقل كل من يريد الاتجاه إليها وهكذا..

"طبرجل" مدينة الذهب الأخضر وسلة غذاء المملكة لا يوجد بها مطار!

"طبرجل" تلك المدينة النابضة بالحياة، يفوق تعداد ساكنوها الـ(150) ألف نسمة، فضلاً عن المقيمين الذين يعملون بالشركات والمؤسسات الزراعية والثروة الحيوانية والاستزراع السمكي ومشاريع المياه المنقولة منها لمدن مجاورة عدة، تلك المشاريع التي تحتضنها هذه الأرض الخضراء المعطاء "ببسيطاء طبرجل"، فمنتوجات هذه الأرض تغطي كامل رقعة المملكة والخليج العربي وبعض الدول العربية المجاورة أيضاً. مياه طبرجل تغذي العديد من المدن المحيطة بها كما أشرنا وهذا شاهد آخر على حجم وضخامة المشاريع الرابضة على ضفاف بحر مخزونها المائي المتلاطم داخل جوفها الغني.

"طبرجل" أعداد ساكنيها بازدياد مطرد وكثافتها السكانية عالية جداً إذا ما قورنت بتصنيفها كمحافظة، وهنا تستغرب عندما تجد هذه الأعداد البشرية والمشاريع التنموية التي تغطي الاحتياج الداخلي وبين محافظات لا تتوافر بها هذه المقومات تجد أنه يوجد بها مطارات منذ نشأتها!

يا هيئة الطيران المدني: هذا العدد من السكان وهؤلاء العاملون بتلك المشاريع ألا يحتاجون لمطار ينهي معاناتهم التي تضطرهم للسفر براً إما لسكاكا أو للقريات بغية صعود الطائرة؟، هنالك مرضى لديهم مواعيد بأوقات محددة وأسِرة بشق الأنفس استطاعوا حجزها بعد انتظار طال لشهور في إحدى المدن الكبرى التي تتوافر بها المستشفيات الكبرى (الرياض – جدة) ومعاناة بعضهم الذين لا يستطيعون السفر وقطع المسافة لسكاكا أو القريات ليصعدوا الطائرة من مطاري هاتين المدينتين البعيدتين مسافة عنها، وما قد يحصل لهم أثناء تجشمهم عناء السفر على الطريق، فالبعض يتعرض لحوادث السير "لا قدر الله"، والبعض تتعطل به سيارته ومن ثم تفوته الرحلة. كما أن هنالك طلبة شباب وشابات من أبنائها يدرسون بالجامعات الداخلية بالمملكة، وأيضاً هنالك موظفون من أبنائها بقطاعات عديدة بالدولة يتضررون بسبب عدم وجود مطار يخدمهم في مدينتهم.

أمانة هذه المدينة العصرية النابضة بالحياة التي أصبحت تجمع ما بين الحضارة المدنية والحياة الريفية ببساتينها الخضراء وأشجارها العامرة وارفة الظلال، تحتاج من كل مسؤول له القدرة على حل معاناة أهالي هذه المدينة في إيجاد مطار يخدمهم ويخدم قاصدي "سلة غذاء المملكة" من أصحاب المشاريع والتجار والمسؤولين والذين لا ينفكون يقصدونها على مدار العام لمتابعة مصالحهم ومصالح المواطنين المتمثلة في تلك المشاريع التنموية الحيوية المهمة.