أيدت مصادر سياسية مطلعة صحة ما ذكرته "الوطن" الأربعاء الماضي، من سعي حزب الله لمغادرة سورية، عقب الخسائر المؤلمة التي تلقاها الحزب هناك، وأن النظام الإيراني رفض تلميحات أمين عام الحزب حسن نصر الله بضرورة الانسحاب من سورية، مشيرة إلى أن وقت ذلك لم يحن بعد.

وقال النائب السابق فارس سعيد، إن تحركات نصر الله وزيارته الأخيرة للبقاع، إضافة لكلام نائبه الشيخ نعيم قاسم أول من أمس بعد لقائه المبعوث الأممي الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا، بأنه لا يوجد حلّ في سورية إلا الحل السياسي، وعلى الجميع تقديم تنازلات مؤلمة، كلها إشارات تؤكد إرهاق الذين ادّعوا أنهم قادرون على تغيير الأوضاع بتدخلهم في سورية، وإذا بهم أدخلوا أنفسهم في صراع لا جدوى منه". وأضاف سعيد "الأمم المتحدة تُدرك أنه لا حلّ في لبنان إلا من خلال تسليم "حزب الله" سلاحه للدولة اللبنانية تنفيذاً للقرار 1559 والقرار 1701، وأيضاً أنه لا حلّ عسكريا في سورية من خلال تدخل هذا الحزب والحرس الثوري الإيراني في القتال الدائر هناك.

واستنكر سعيد عمليات استهداف الجيش، وآخرها ما حدث أول من أمس في عكار، والتي أدت إلى مقتل العسكري جمال جان الهاشم، معتبراً أن "الهدف من هذه الهجمات هو وضع الطائفة السنّية في مواجهة مع الجيش وهذا ما لن يحدث".

في غضون ذلك، قامت وحدات من الجيش اللبناني أمس بأعمال بحث وتفتيش ودهم للوادي الفاصل بين منطقة الشوف وجزين وتحديدا في وادي بسري، في إطار الإجراءات التي يقوم بها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار، وملاحقة المخلين بالأمن، للتأكد من عدم وجود خلايا إرهابية ومسلحين قد يلجؤون إلى تلك المنطقة، وتمّ توقيف عدد من السوريين على خلفية إقاماتٍ غير قانونية، كما أفيد عن توقيف 15 سوريا ومصادرة أعلام ورايات لتنظيم داعش خلال مداهمة استخبارات الجيش تجمعات النازحين السوريين في زغرتا بالشمال.

من ناحية ثانية أكدت مصادر وزارية لـ"الوطن" سعي لبنان مع الدول الأوروبية من أجل تخفيف عبء النازحين السوريين عنه عبر الطلب إلى دول الاتحاد الأوروبي باستقبال أعداد أكبر من العائلات السورية، خاصة أن لبنان لم يعد باستطاعته تحمل أعباء النزوح السوري التي باتت تهدد أمنه وبنيته الاجتماعية والاقتصادية، مشيرة إلى أن لبنان لن يستقبل أي نازح سوري جديد إلا في حالات إنسانية معينة.

وأشار تقرير تم الكشف عنه أمس إلى وجود ما يقارب 1562400 نازح سوري في لبنان، معظمهم موجود في مخيمات في المناطق المتاخمة للحدود السورية، وأكبر انتشار للنازحين السوريين موجود في بعلبك، أكروم، عرسال، إقليم الخروب، طرابلس، صور، برج حمود ومناطق أخرى بعيدة كليًّا عن الحدود.

وأوضح التقرير أن لبنان يتحمل العبء الأكبر من أزمة اللاجئين، إذ تبين أن 35.63% منهم لجؤوا إلى لبنان، بحسب الرقم المقدر من قبل المفوضية العليا للاجئين، بينما لجأ 33.24% إلى تركيا، و19.32% إلى الأردن، في حين لجأ 6.72% إلى العراق و4.37% إلى مصر، يليها شمال أفريقيا بنسبة 0.73%". وحذر التقرير، من أزمة معيشية تنعكس سلبا على اللبنانيين إذا ما اتخذت تدابير من نوع رفع الدعم عن الرغيف مما يتسبب في أزمة خبز.

وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية فإن هناك 1400 مخيم عشوائي يؤوي 18% من مجمل النازحين، وأنه جرى تشكيل خلية أزمة وزارية للبحث في أزمة اللاجئين السوريين.

وفي هذا الإطار، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أنه لن يتم استقبال نازحين جدد وسيتم شطب اسم كل من يذهب إلى سورية، من سجلّ النازحين في إحصاءات الأمم المتحدة، كما ستتم إعادة البحث كل 6 أشهر باللوائح للتأكد ما إذا كانت سمة النزوح تنطبق على المتواجدين على الأراضي اللبنانية، ولذلك سيتم التأكد على الحدود من هدف دخول أي نازح لأسباب إنسانية أم يريد العمل أو الدرس، ولن يكون مقبولا استمرار البعض في خداع الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية".