التعريف العام للسجن كعقوبة حسب موسوعة "الوكيبيديا": "هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته، والسجن هو طريقة لاحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الأشخاص إجـراء وقـائيا تقوم به إدارة الأمن بوصفها سلطة عـامة.. للتحفظ على مشتبه به، حتى إتمام تحقيقاتها. ويطلق على السجن بغرض التحفظ بالحبس الاحتياطي أو حبس تحفظي، أو اعتقال وقائي. والسجن، بحسب الأصل، نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك لا يستخدم إلا وفقا للقانون، وهو كإجراء وقائي مخول للسلطة أو الإدارة لتقديرها أن شخصا بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل تهديدا على المجتمع أو النظام. والسجن بهذا المفهوم الأخير يطلق عليه أيضا "اعتقال".

وتأتي قائمة أسوأ السجون في العالم على النحو التالي:

في المرتبة الأولى: سجن جزيرة الكاترز ويعرف باسم "سجن الصخرة"، بني في عام 1920 وهو السجن الأسوأ سمعة على الإطلاق عالمياً، وفي المرتبة الثانية: سجن جزيرة فلوريس سوبر ماكس بأميركا، وقد بني هذا السجن لسجن من يهاجمون حراس وموظفي السجون، يقضي السجين 23 ساعة في الزنزانة، وتقول الإحصائيات والبحوث إن أعظم وأسوأ السجون يقع في الولايات المتحدة الأميركية.

في الواقع السجن كلفظ عام يبدو موحشاً وقاسياً، يعبر عن حدة العزل والحرمان، وحجب 95% من الحريات التي يتمتع بها الفرد الطليق تقريباً، وهو عكس الحرية ونقيضها مهما حاولنا تقريب وجهات النظر أو حاولنا تمييع المصطلح، إذ يبقى السجن سجناً وتبقى الحرية حرية..

مطلع هذا الأسبوع دعـيت إلى حفل تدشين أسبوع النزيـل الخليجي الموحد الثالث بجازان، وصاحب الحفل معرض مصور للسجون في المنطقة، ولفت نظري عرض الميديا الفيديوية الذي تحدث عن الأنشطة والفعاليات التي تقيمها السجون للنزلاء داخلها، وهي التي صورت السجن كمجتمع سعيد ومتجانس وطبيعي، حتى إنني قلت لصديقي النقيب "وليد الكاملي" "هكذا أنتم تشجعونني وتحرضونني على دخول السجن". وهو ما لا أرغب قطعاً في حدوثه حتى وإن وضعت في مأزق النبي يوسف عليه السلام، ودعوته عليه السلام تؤكد أن السجن ليس أسوأ الأشياء على وجه الأرض، مقارنة بأشياء قبيحة أخرى.

وقبل أن أكتب هذه المقالة تابعت عبر الصحف ومواقع الإنترنت الفعاليات المقامة ضمن برنامج الأسبوع التوعوي، والحقيقة أنني تمـنيت لو أن تـلك الأنشطة لم تركز على الترفيه والمشغولات البسيطة وتبالغ في عرضها، لأن ذلك ليس القيمة الحقيقية التي يعكسها مصطلح "السجن" في الوعي العام، فالفكرة هنا تبدو رومانسية أكثر من واقعها، وتضع المسؤول في حرج بالغ أمام الواقع والمجتمع، فكلنا نعلم أن السجن كلمة وواقع يتجنبه الكثيرون منا، لما في ذلك من معنى لتلطيخ سمعة الداخلين إليه، فالمجتمع قد رسم في لاوعيه الصورة الجاهزة عن السجين "خريج سجون"، وليس من السهل إزالتها من خلال احتفالات سنوية عابرة، ما لم يكن هناك ـ فعلاً ـ عمل جاد وكبير، يزيل أو يسهم على الأقل في توضيح أن السجون هي أماكـن إصلاح وتقـويم لا عقوبة ووحشة ونسيان، ولا أجدني سأحقق الكثير حين أنقـل صورة واحـدة جميلة عن السجن والحبس والمسجون، فمقابل ذلك صور وحكايات تاريخية سيئة السمعة لا تغيب عن ذاكرة الإنسان، لكن لا مانع من المحاولة.