بحسب نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد، فإن تكلفة قهوة وشاي ندوة "نزاهة" التي أقامتها بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، بلغت 20 ألف ريال. ترى كما ستكون التكلفة لو كان هناك وجبة غداء؟، بالتأكيد كنا سنرى أصفارا أخرى إضافية إلى يمين الرقم 2!

حتى أكون محايدا في الحسبة، سأقارن هذه التكلفة بـ"مقاضي البيت"، لعل وعسى أجد مخرجا لـ"نزاهة" من الورطة التي وضعت فيها نفسها بذلك الرد العابر الذي جاء إجابة عن سؤال لأحد الحضور عن تكلفة إقامة الندوة، ليجيب نائب الرئيس بأن القاعة بالمجان، والقهوة والشاي لم يكلفا إلا 20 ألف ريال فقط، وهو لا يعلم أنه بذلك أراد أن "يكحلها فأعماها"!

يبلغ متوسط ثمن كيلو القهوة ـ محموسة ومطحونة ـ نحو 30 ريالا، ولو افترضنا جدلا أن عدد المدعوين للندوة هو 500 شخص، جميعهم "راعين كيف"، وبالتالي شرب كل منهم كيلو قهوة، فلن يكلف ذلك أكثر من 15 ألف ريال!

أما لو افترضنا جدلا أن القهوة المقدمة لضيوف "نزاهة" هي "موكا" أو "كابتشينو"، فلن تتجاوز التكلفة مبلغ الـ6500 ريال، على أن ثمن الكوب في أغلى الأحوال هو 13 ريالا!

كذلك الشاي، لو كان مزاج الحضور "ما يتعدّل"، ولن "يمخمخوا" مع محاور الندوة إلا في حضرته، وقدم لكل شخص علبة شاي كاملة "العلبة فيها 100 كيس شاي وقيمتها 14 ريالا"، فلن تتجاوز التكلفة 7 آلاف ريال!

بناء على تلك الحسبة السريعة، أظن أن "نزاهة" تعرضت لجشع واستغلال من المتعهد، لذا من الواجب عليها التقدم بشكوى لوزارة التجارة، بأنها "مستهلك" تعرض لغلاء فاحش وتلاعب في أسعار الخدمة المقدمة!

كل ما أرجوه من رجالات "نزاهة" أن "يوسعوا صدورهم"، خاصة وأن عنوان ندوتهم كان "دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد"، وأزعم أن ما قلته هو من صميم دور الإعلام في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.