شعيرة "النهي عن المنكر" تتحول إلى داء عضال يصعب الاستشفاء منه عند البعض؛ نتيجة التطرف والمبالغة. ولعل الشك والتجسس وسوء الظن هي أسوأ وأبرز أعراض هذا المرض الذي لا نعلم هل ينتقل بالعدوى أم لا؟، وعلى الرغم من أن هذه السلوكيات المشينة لا تربطها بالدين أية صلة، بل هي مما نهى عنها الدين بلفظ صريح، إلا أن الشكاكين والمتجسسين يصرون على إدراج هذه السلوكيات تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واستفحل الداء حتى وصل بأصحابه إلى حالة من المأساوية، فأصبح هؤلاء يمشون مدججين بكاميراتهم لالتقاط أي دليل لإدانة هذا المجتمع المشرب بالفساد، حسب تصورهم، فهم يعتقدون أن كل ما حولهم منكر يجب أن يحاربوه ويطهرون المجتمع منه، ولا نعلم إلى أين سوف نصل؟!

فالولد الوسيم يبعد عن أمه حتى لا يقال إنه يشبهها! والبنت تبعد عن والدها حتى لا تفتنه! وكل رجل اقترب من امرأة في الشارع فبينهما علاقة محرمة!

لذلك فأنا أقترح على كل رجل يمشي في الشارع برفقة امرأة، أن يحمل سهما يشير به إليها، يكتب عليه صلة القرابة "هي أمي"، أو "هي زوجتي"، مع عبارة قسم مناسبة.