لا أعرف تاريخ سيارات الأجرة في العالم. كيف ومتى وأين نشأت؟ لكني أعرف أن هذه السيارة محطة أساسية في حياة كثير من البشر، إلى الدرجة التي تستطيع القول إنه لا يوجد إنسان في القرن العشرين لم يرفع يده لإيقاف سيارة أجرة!

في بلادنا يطلق الناس على سيارات الأجرة اسم "ليموزين". التسمية خاطئة. هذا الوصف يطلق على سيارات الأجرة الفاخرة التي يستخدمها الأثرياء ومن دار في فلكهم، وليت هذا هو الخطأ الوحيد في مشوار "التاكسي" في شوارعنا. مشوار هذا النشاط مليء بالحفر والمطبات والمنحدرات والمنعطفات!

مشكلتنا في السعودية ليست مع السيارة ولا نوعها ولا سعتها ولا لونها ولا موديلها، خذ مثلا: سيارات الأجرة في مصر بالكاد تتحرك، لكنها تعد برنامجا سياحيا ثريا ينقلك إلى تفاصيل الحياة الشعبية. السائق المصري هو من ردم الهوة، لذلك فمشكلتنا هنا هي مع السائق نفسه أيا كانت جنسيته.

استدعاني للحديث عن هذا السائق ما قرأته عن لائحة صارمة تم اعتمادها أخيرا، تمكن الراكب من الإبلاغ عن أي سائق أجرة لا يهتم بمظهره وهندامه ونظافته الشخصية. في إطار توجه حكومي لتصحيح أوضاع السائقين. إضافة إلى فرض غرامة مالية كبيرة في حال عدم تركيب الأجهزة اللازمة في السيارات والمرتبطة بنظام التتبع والتوجيه.

مؤكد أننا مللنا أسطوانة تعديل أوضاع سيارات الأجرة في بلادنا.

كل الأمنيات للوزراء الجدد بالتوفيق والنجاح لخدمة الوطن والمواطن والمقيم.

أولى خطوات النجاح أن يراعوا الله وحده في هذه الأمانة، وأن يستشعروا عظمتها.