ريم علي الحاجي


أن يسكن قلبك وأن تسكن قلب أحد شعور جميل، فالحب وسيلة للاستقرار النفسي المؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي، والعلاقة بين الحب والإنتاج علاقة طردية، كلما زاد الحب زادت إنتاجية الفرد وإيجابيته، فالحياة السليمة تبدأ بالحب بين الشريكين (كلامي هنا في إطار العلاقات الشرعية).

لكن المشكلة تكمن في اتباع إبليس وأتباعه، فهؤلاء لا يهنأ لهم بال إلا بالتفريق بين قلوب المحبين ومحاولة التشويش على حياة البشر، ومن ثم نزع الاستقرار النفسي والأسري وإدخال الفرد في متاهات تفقده التركيز في تفاصيل حياته، وتنزع منه كيفية التخلص من محاصرة أتباع إبليس.

لا أبالغ إن قلت إن الكثير من البشر (ذكورا وإناثا) لا يردعهم شرع ولا أخلاق ولا إنسانية، إنما يعيثون في الأرض فساداً، وذلك بفرض أنفسهم في حياة أشخاص هم في الأصل مستقرون في حياتهم ومشبعون عاطفيا.

لكن إبليس يسعى جاهداً كي يجد لنفسه مكاناً بإقحامها في علاقة غير شرعية ومن طرف واحد بادعاء الحب تارةً وتبيان الاحتياج لصديق تارةً، وبوجود عوامل وهوايات مشتركة تارةً أخرى، ضاربين عرض الحائط بنتائج فعلتهم اللعينة من هدم استقرار فرد وأسرة وتهديد كيانها، وجلّ ما يهمهم هو إشباع رغباتهم الشيطانية وإرضاء نزواتهم.

ما أقوله ليس كلاماً اعتباطيا من نسج الخيال، إنما واقع تعيشه الكثير من الأسر نتيجة لملاحقة أحد الشريكين في الأسرة (إما من أنثى تطارد الزوج أو ذكر يطارد الزوجة).

إن وجود فرد في مواقع التواصل ولطفه في التعامل مع أحدكم ليس دليلا على أنه شخص فارغ عاطفياً وينتظر أحدكم لشحنها له. ولا يمنحكم الحق بانتهاك حياته ومحاصرته بمشاعركم الواهمة التي هو في الأصل لا يحتاجها لاكتفائه عاطفيا، ولأنه مستقر أسريا بحب الشريك والأبناء والأهل.