د. عوض آل سرور الأسمري


خطوات موفقة وعظيمة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في سبيل الإصلاح على مستوى الأمة الإسلامية والعربية والخليجية، فقد سعى وأصلح الكثير من الخصومات التي حدثت في الماضي والحاضر بين كثير من الدول العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم.

هذا خُلق ملك الإنسانية وملك القلوب الطيبة، وفقه الله وسدد على دروب الخير خطاه، وما تم بالأمس القريب من إصلاح البيت الخليجي، ما هو إلا مثل من بين أمثلة إصلاح ذات البين فيما بين المجتمع الخليجي، الذي يعد شعبا واحدا تربطه روابط كثيرة منها: رابط الدين، واللغة، والدم، والأرض، والمصلحة، والمصير الواحد.

هذا الصلح الذي قام به والد الجميع الملك عبدالله، أطال الله في عمره وحفظ له صحته، جعله خيارا استراتيجيا يفرضه الواقع الذي تعيشه دول الجوار والتدخلات المشبوهة لبعض من الدول والجماعات الإرهابية الحريصة على شب نار الفتنة.

فقد سعى خادم الحرمين الشريفين إلى التوفيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، والتقريب فيما بين وجهات النظر المختلفة، في ظل ما تتمتع به دول المجلس من نعم كثيرة، ومن أهمها الاستقرار، والأمن، جعله لزاما على قادتها الحفاظ على مكتسباتها، ونبذ الخلاف والنزاع، لأنه سيوفر للعدو أرضا خصبة لبث سموم الفرقة، وشب نار الفتنة ـ لا سمح الله ـ مصداقا لقول الله تعالى: "وأَطِيعُوا الله ورسوله ولا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".

ما قام به خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ قطع على أعدائنا التدخلات المشبوهة في شؤوننا الداخلية، واستغلال بعض القضايا والملفات الساخنة، وضرب اللحمة الخليجية، ونحن شعب واحد نشأ وترعرع على الحب والاحترام لبعضه بعضا، يجمعه وحدة الهدف والمصير. هذا الصلح أعاد المياه إلى مجاريها، بل جعل قادة مجلس التعاون الخليجي أمام تحدٍّ صعب لتحقيق أهداف الوحدة الحقيقة وتطبيق ما تم الاتفاق عليه من لوائح وأنظمة وقوانين وتشريعات تصب في مصلحة أبناء المجتمع الخليجي. بل آن الأوان لتذليل الصعوبات وتحقيق الهدف الأسمى وهو وحدة الصف والهدف والمصير، فنحن في قارب واحد يجب الحفاظ عليه وصيانته؛ كي يقف صامدا أمام أمواج البحر العاتية.