كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان تقديم ملف "مسار وسط الهفوف التاريخي" لمنظمة "يونسكو"، تمهيداً لإدراجه ضمن لائحة التراث العالمي خلال الـ 12 شهراً المقبلة، موضحاً أن الأحساء، ستشهد خلال ثلاثة الأشهر المقبلة، إطلاق مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري، واصفا إياه بأنه مشروع رائد، يشتمل في مظلته كل ما يحتويه تراثنا الوطني العريق، لتتولى ترميمه وتطويره، والحفاظ عليه، وفتحه للاستثمار.

وقال الأمير سلطان خلال حديثه للإعلاميين في ديوانية الباحث في شؤون التراث العمراني رئيس مجلس إدارة فرع الهيئة السعودية للمهندسين في الأحساء المهندس عبدالرحمن النعيم: إن الهفوف بشكل خاص، والأحساء عامة، لها دور كبير، في تأسيس هذه الدولة المباركة منذ بدايتها قبل أكثر من 300 عام، وهو دور تاريخي، موضحاً أن الأحساء فتحت نافذة على العالم، وهي نافذة "اقتصادية" كبيرة جداً، ساهمت في بناء هذه الدولة.

وأكد الأمير سلطان أن ملف الأحساء يحظى بمتابعة من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي يعمل معه لحظة بلحظة، وجرى التنسيق معه لزيارة المكان، والالتقاء بفريق "يونسكو"، مع محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، مشددا على أن تسجيل المواقع في التراث العالمي ليس بالأمر السهل، ويتطلب الجدية من الدولة والسلطات المحلية ومن الشركاء، ومن أهم الشركاء أمانة الأحساء، بقيادة أمينها المهندس عادل الملحم، بجانب أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، فالجميع يعمل منذ فترة طويلة في هذا الاتجاه، مضيفاً أنه للتقديم إلى "يونسكو"، يستلزم إثبات أن الموقع استثنائي، كتراث عالمي، وهو الأمر الذي يتطلب من جميع المواطنين التكاتف في الحفاظ على المواقع التاريخية والمواقع الطبيعية "المزارع" المحيطة بالهفوف، وأن تظل المنطقة التاريخية ناصعة مع إعادة ترميمها وإعادة الخدمات والطرق وفتحها وتحويلها إلى منتج "اقتصادي" كبير.

ولفت الأمير سلطان إلى أن لـ"الهفوف" هوية، تتمناها كثير من المدن في العالم، وهي هوية تاريخية، مطالبا الأحسائيين بالتعاون في ذلك من خلال مؤرخيهم وخبرائهم، لتسجيل القصص التاريخية، مضيفاً أن "اليونسكو" تساعد هذه المواقع على أن تأتي التنمية إليها بشكل مرتب وفق خطة متكاملة، وأن هذا المسار يحتاج جهدا جماعيا كبيرا، وأن المواطن هو في صلب هذا الجهد.

وأضاف أن الهيئة لا تعمل بمفردها في حصر التراث العمراني، وإنما تعمل وفق توجيهات القيادة العليا في هذه البلاد، وبتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز ومشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري، وبشراكة مع جميع الوزارات.

وذكر أن الهيئة تنفذ خطط الدولة التنموية، التي تحرص على أن يكون المواطن هو الأولى في الأماكن الوظيفية، مبيناً أن قطاع السياحة هو ثاني قطاع اقتصادي في "السعودة"، رغم أنه قطاع لم يبدأ بعد بالإنتاج الاقتصادي المؤمل منه، لافتاً إلى أن وجهة شاطئ العقير السياحي، جاهزة بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيتم ربط هذه الوجهة مع الهفوف لتكون منتجا بيئيا تراثيا تاريخيا، وهي قلب نابض للمنطقة المحيطة.

إلى ذلك زار الأمير سلطان بن سلمان أمس مجموعة من المواقع التراثية والتاريخية والمعالم السياحية في الأحساء، ورافقه في الجولة محافظ الأحساء، وأمين الأحساء، والمدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار.