دعت كتلة المستقبل النيابية اللبنانية حكومة الرئيس تمام سلام إلى المضي قدماً في التفاوض مع خاطفي الجنود المحتجزين، وعدم الالتفات إلى الوراء، مشيرة إلى أهمية "إغلاق فصول هذه المأساة المريرة".

وقالت الكتلة في بيان عقب اجتماعها: "إنها تعلن تضامنها الكامل مع أهالي العسكريين المحتجزين، وتشجع وتدعم الحكومة في السير في عملية تفاوض مباشر وبالطريقة التي تراها مناسبة ومفيدة للوصول إلى تحرير الجنود الرهائن، من أجل عودتهم إلى عائلاتهم سالمين، وبالتالي إلى إقفال فصول هذه المأساة المريرة التي ما زال يعاني منها المحتجزون وعائلاتهم وجميع اللبنانيين والتي يجب أن تتوقف إنسانياً ووطنياً".

وطالبت الكتلة الحكومة بالمضي في التفاوض "والاستفادة من الطرق والأساليب التي تعتمدها دول ديمقراطية عديدة في العالم من التي تصاب بمحنة اختطاف أو احتجاز لمواطنين أو عسكريين لديها على يد مجموعات إرهابية، ومن أجل ضمان إطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن، فإنه يجري عندها التعامل من قبل تلك الدول والمسؤولين فيها مع هذه الحالات على قواعد احترام حقوق الإنسان واحترام مشاعر عائلاتهم، بإبعاد تفاصيل تلك العمليات عن التداول الإعلامي قدر المستطاع إلى أن يصير إلى تحرير الرهائن".

وانتقدت الكتلة الفوضى التي يتسبب فيها انفلات سلاح حزب الله، والمجموعات والتنظيمات المسلحة التي يقوم بتفريخها وتداعيات ذلك على الأوضاع الأمنية والسلم الأهلي في البلاد، وصولاً إلى مشاركته في القتال لجانب نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري، بما نجم عنه استدراج الويلات والشرور إلى لبنان، معربة عن "قلقها الكبير مما قامت به هذه المجموعات المسلحة من قطع طريق عرسال وكذلك الحصار الذي أحكم على المدنيين في تلك المناطق لما ترى فيه من خطر إشعال لنار الفتنة".

وعن مستقبل الحوار مع حزب الله، أشارت الكتلة إلى أنها، ومع قناعتها الكاملة بوجود العديد من القضايا الشائكة في العلاقة مع حزب الله والمتعلقة بسلاحه وتورطه في الحرب الدائرة في سورية، وتنكره لجميع مقررات الحوار، فإنها وإدراكا منها لتعاظم المخاطر التي تحيط بلبنان والتي يفاقمها عدم التمكن لتاريخه من انتخاب رئيس للجمهورية، ترى أهمية المباشرة في التواصل مع "حزب الله" من أجل التحاور بهدف فتح آفاق التوافق للخلاص من حالة الشغور الرئاسي".

من جهة أخرى، شدد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان على عواض عسيري، على تقدير المملكة للبنانيين كافة، مؤكداً حرص الرياض على وحدة الصف اللبناني، وأضاف لدى استقباله أمس وفدا من الرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع: "ما يصدر عن الهيئات الدينية في المملكة والعالم الإسلامي يؤكد الثوابت الحقيقية لدين الإسلام الذي ينبذ التطرف والعنف ويحض على المعاملة الحسنة مع النفس والآخر، وهذه هي الأسس الحقيقية لهذا الدين الحنيف التي نشأنا عليها وكل ما يناقضها هو افتئات عليه".

وأضاف: "انتخاب رئيس للجمهورية هو مسؤولية وطنية، وثمة طرق عديدة يمكن أن تفضي إلى إنجاز هذا الاستحقاق، ولكن أشدها نجاعة هو حصول توافق بين القيادات المسيحية على اسم مرشح للرئاسة وعرضه على البرلمان، فلبنان في أمس الحاجة إلى حوار بين مكوناته، ومن شأن أي حوار بين القيادات المسيحية أن يؤدي إلى تقريب وجهات النظر".

من جهته، أشاد رئيس الرابطة المارونية "بالمواقف التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، ولا تزال، تجاه اللبنانيين دون تفرقة أو تمييز بين مذاهبهم، وفتحها مجال العمل لهم على أرضها، ما كانوا ليحققوا النجاحات التي وصلوا إليها لولا محبة المملكة قيادة وحكومة وشعبا لهم والتسهيلات الكثيرة التي تقدمها للبنانيين بشكل عام".