في وقت أشعلت فيه جماهير قطبي العاصمة النصر والهلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالتغريدات والتصريحات، لتصل إلى حد التعصب غير المبرر، قدم مجلسا جمهور الناديين "تيفو" موحدا، خلال مواجهة العملاقين مساء اليوم على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، في قمة الجولة الـ12 لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في الملاعب المحلية لنبذ التعصب الرياضي، ويحمل شعار "لا نخسر بعض".

وفيما شكلت إدارة نادي النصر حضورا مكثفا بقيادة رئيسها الأمير فيصل بن تركي لدعم فريقها الكروي الأول قبل الديربي، يغيب رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن المواجهة لظروف سفره، في حين يتزامن ذلك مع الغياب الاضطراري لنائبه محمد الحميداني الموقوف بقرار من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

وتعد مواجهة الليلة مهمة للفريقين، كونها تأتي وهما في أوج جاهزيتهما، وفي ظل وجودهما ضمن دائرة المنافسة على اللقب، وتعادل نقاطهما بمعدل ست نقاط، إذ يرغب النصراويون في توسيع الفارق بينهم وبين الهلال الساعي إلى تقليص الفارق، سيما وأنه يملك مباراة مؤجلة.

وتشهد المواجهة الـ82 في تاريخ القمم النصراوية- الهلالية في الدوري السعودي تنافسا من نوع آخر ومختلفا بين مهاجمي الفريقين، فالنصراوي محمد السهلاوي يحاول إثبات تخصصه في شباك الجار، بينما يبحث نجم الهلال ناصر الشمراني عن تأكيد جدارته بلقب أفضل لاعب قاري.


 




تتجه أنظار محبي وعشاق الكرة السعودية، تجاه إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، لمتابعة قمة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، التي ستجمع قطبي الرياض الكبيرين النصر والهلال، ضمن منافسات الجولة الـ12 للدوري.

القمة الكبرى لا تحتاج إلى مقدمات فهي تأتي بإثارتها ومتعتها لتروي عطش المتابعين والرياضيين، ودوما تشهد الإثارة داخل الملعب وخارجه، ومواجهة اليوم تحضر والفريقان في أوج حضورهما، ويعدان من أقوى المرشحين لنيل اللقب، كما أن مواجهات العالمي والزعيم لا تخضع إلى أي معايير فنية.

وبالعودة إلى وضع الفريقين الفني خلال الجولات الماضية نجد أنهما قدما مستويات تؤهلهما لتقديم مباراة تليق بتاريخيهما والتنافس الكبير الذي يجمعهما.

يدخل النصر للمواجهة وفي رصيده 28 نقطة، جمعها من تسعة انتصارات وتعادل وحيد كان أمام الفيصلي في الجولة الماضية، وخسارة واحدة، ويريد أن يوسع الفارق بينه وبين منافسه أولا والمحافظة على وجوده بعيدا في الصدارة، ويدرك أن الخسارة ستجعل منافسه يقلص الفارق بينهما إلى نقطتين مع امتلاك الهلال لمباراة مؤجلة.

في المقابل، يدخل الهلال اللقاء، وهو يملك 23 نقطة، تحصل عليها من سبعة انتصارات، آخرها كان أمام التعاون في اللقاء المؤجل بينهما، وبتعادلين وخسارة واحدة، ويملك مباراة مؤجلة، ويسعى إلى تقليص الفارق بينه وبين النصر والمحافظة على حظوظه في المنافسة على اللقب، فسقوطه بالخسارة ربما يجعله يبتعد بعض الشيء. العالمي لم يغب عن مراكز المقدمة منذ بداية الدوري وتصدر بنهاية خمس جولات منها الثلاث جولات الأخيرة، وشهدت الجولات الثلاث الأولى وجوده في الوصافة، وكان أبعد مركز حل فيه العالمي خلال الـ12 جولة الماضية هو المركز الثالث بنهاية الجولة السابعة.

أما الهلال فلم يعتل الصدارة إلا بنهاية الجولة الثانية، ولم يحل في مركز الوصافة أبدا، وجاء ثالثا بنهاية ثلاث جولات، ورابعا في أربع جولات مضت آخرها الجولة الماضية، وحل خامسا في ختام جولتين.

خطوط الفريقين متقاربة للغاية، ويملك العملاقان أسماء بارزة ولها تأثيرها الكبير، وتستطيع منح فريقها التفوق في أي لحظة من لحظات المباراة.

ويملك الكبيران، حارسي مرمى متمكنين يعدان من أبرز حراس المرمى في المملكة وشاركا المنتخب السعودي في أكثر من مناسبة كان آخرها خلال منافسات "خليجي 22"، فالعرين النصراوي يحميه عبدالله العنزي الذي يبعث الطمأنينة لدى زملائه اللاعبين، وكذلك جماهير ناديه، في المقابل يقف بين الخشبات الثلاث الهلالية حارس شاب قدم نفسه بشكل لافت خلال الفترة الماضية هو عبدالله السديري.

دفاعيا يصب التفوق في مصلحة الزعيم، فمرماه لم يتلق سوى سبعة أهداف في عشر مباريات بمعدل 0.7، بينما تعرض مرمى العالمي إلى تسعة أهداف في 11 مباراة بمعدل 0.81. وتعد منطقة الوسط، المنطقة الأهم في خارطة الفريقين، اللذين يملكان أسماء كبيرة في وسط الميدان، وصانعي لعب من الطراز النادر قادرين على صنع الفرص لزملائهم المهاجمين، وسيكون الصراع قويا بينهم للسيطرة على منطقة المناورة، ومجريات المباراة.

ويصب التفوق الهجومي في مصلحة النصر الذي يملك أقوى خط هجوم في الدوري حتى الآن، فمهاجموه نجحوا في تسجيل 23 هدفا بمعدل 2.09 هدف في المباراة الواحدة، وبدوره زار هجوم الهلال شباك الخصوم في 20 مناسبة في عشر مباريات، بمعدل هدفين في اللقاء الواحد.

ويعتمد مدرب النصر، الأوروجوياني خورخي داسيلفا، ومدرب الهلال، الروماني لورنيت ريجيكامب على تكثيف منطقة الوسط مع اختلاف طفيف في التنفيذ، وإن كان الاعتماد على الأطراف قاسما مشتركا بينهما، إلا أن النصر يركز على طرفي الجنب بشكل أكبر، فيما يبدو التنويع في الغزو سمة الهلال.