ذكرت الجمعية الطبية البيطرية السعودية، أن فيروس "كورونا" الذي تنقله الإبل قابل للتكاثر والنمو، مؤكدة أنه لم يتم حتى الوقت الحالي التأكد بشكل دقيق من أن الفيروس قابل للانتقال بالعدوى عن طريق الإنسان أو الإبل غير المصابة.

وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد اللويمي في تصريح إلى "الوطن" أمس، في تعليقه على دراسة لفريق علمي أميركي من جامعة كلورادو "فورت كولينز" ومعهد البحوث الصحية، التي تشير إلى أن "الإبل" منبع "كورونا" وإمكانية إصابة "الإبل" بفيروس "كورونا" معزول من الإنسان، أن هذه الدراسة هي محاولة متقدمة ومهمة في اكتشاف إمكانية صلة الفيروس بـ"الإبل" ومصدره، إلا أن العدد المحدود من الإبل في التجربة لا يدعم الاستنتاجات الكاملة حول هذا الأمر، علاوة على غياب، عوامل أخرى في الدراسة، من بينها: التنوع في العمر، حيث اعتمدت الدراسة على الأعمار الصغيرة "خمس سنوات"، ولم تختبر قابلية "الإبل" الكبيرة في التفاعل مع الفيروس، كما أن التنوع في أنواع الإبل "الأصول" له دور مهم في ذلك، وأن الدراسات الحديثة تؤكد أن النوع له علاقة كبيرة من خلال حساسية الحيوان بالإصابة، وفي المملكة أنواع مختلفة من الإبل كالمجاهيم والمغاتير وغيرها، ولابد من تحديد مدى تأثرها بالإصابة بالفيروس.

وبين اللويمي، أن الدراسة أظهرت عجزها عن إثبات وجود الفيروس في لحم وحليب "الإبل"، لذلك فإن النصائح الوقائية التي تطلقها الجهات المختصة حول الطهي الجيد للحم وغلي الحليب، تستند إلى إجراءات احترازية، وليست أدلة علمية مؤكدة، مضيفاً أن الدراسة بشكل عام مهمة، ولكن بحاجة إلى مدى أوسع من الدراسات للحصول على نتائج أكثر دقة حول صلة الفيروس بـ"الإبل".

وأوضح أن الدراسة، تركزت علي قيام الفريق العلمي بإصابة ثلاثة من الإبل بفيروس "كورونا" من عينات مستخرجة من بشر أصيبوا بالفيروس، ومن خلال المراقبة الحثيثة للإبل المصابة، ومن خلال جمع العينات من الجهاز التنفسي للإبل الثلاث وبعد إجراء الفحص المرضي التشريحي، اتضح أن الفيروس له قابلية التكاثر في الجهاز التنفسي العلوي للإبل مع ظهور أجسام مضادة في دم الحيوانات المصابة. كما أظهرت النتائج الأولية السريرية، أن المرض الناتج عن العدوى تتراوح شدته بين الخفيف والمعتدل، وأن "الإبل" لم يظهر عليها أي علامات الاعتلال أو الحرارة المرتفعة، كما أن التغيرات المرضية في الجهاز المخاطي للجهاز التنفسي العلوي للإبل قريب من التحولات التي تظهر في نسيج الإنسان المصاب بالزكام الخفيف، إلا أن النسبة العالية من الفيروس في مخاط الإبل المصاب يؤهله لنقل العدوى بين الإبل أو إلى الإنسان إذا ثبتت قابليته في الانتقال.