أكد متخصصون في مجال الاقتصاد المعرفي أن 70% من موازنة الإعلانات الخارجية بالمملكة تحولت إلى التسويق الرقمي العام الحالي، مبينين أن بعض الناشطين في استثمار مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة يحقق دخلاً شهرياً من الإعلانات يتجاوز راتب وزير، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الفكر الاستثماري في شبكات التواصل الاجتماعي بالمملكة بدأ جدياًّ في عام 2012، حيث تحول من العمل العشوائي إلى العمل المنظم.

جاء ذلك، خلال ملتقى "تجارب واقعية.. نحو اقتصاد المعرفة" الذي نظمته غرفة الرياض ممثلة بلجنة المكاتب الاستشارية أخيراً، وشارك فيه أربعة من المتخصصين وأصحاب التجارب الواقعية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.

ويؤكد متخصصون لـ"الوطن" أن العالم يشهد طفرة كبيرة في سوق الإعلانات الإلكترونية، متوقعين أن تنتقل هذه الطفرة إلى العالم العربي قريباً بعد أن تأكد العالم من فاعلية هذه الوسيلة في الترويج للمنتجات والأعمال، مؤكدين أن تطبيقات الهواتف الذكية أسهمت في الطفرة التي يعيشها سوق الإعلان الإلكتروني.

من جانبه، أوضح المتخصص في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات عبدالرحمن مازي، أنه على الرغم من التحسن الكبير الذي شهدته المملكة في مجال العلوم والتقنية والابتكار خلال العقد المنقضي، إلا أن منظومة الإبداع والابتكار في المملكة لا تزال دون المستوى والطموحات، حيث حلت المملكة في مؤشر الابتكار العلمي عام 2010 في المرتبة الـ48 من بين 141 دولة شملها المؤشر. ولفت مازي إلى امتلاك المملكة لنقاط قوة وميزات تنافسية تزيد قدراتها في تكريس منظومة الإبداع تتمثل في توفر ثروات طبيعية ضخمة، وإمكانات عالية للقطاع الخاص، وتوفر شركات عملاقة مملوكة للدولة مثل أرامكو السعودية، سابك، وتوفر بنية تحتية متطورة لتقنية المعلومات والاتصالات، داعياً إلى استثمار هذه المقومات لتحقيق التقدم المنشود.

وأشار الخبير في عالم التقنية إلى أن السويد، فنلندا، الدنمرك، النرويج، وهولندا احتلت المراتب الخمس الأولى عالمياً في مؤشرات اقتصاد المعرفة عام 2012، بينما تراجع موقع أميركا من المركز الأول عام 1995 إلى المركز الرابع في 2000، ثم إلى المركز الـ12 في عام 2012، لكنها ظلت قوية في مجال الإبداع والابتكار عبر تسجيلها أرقاماً عالمية في براءات الاختراع والأبحاث العلمية والتقنية.

فيما استطرد مؤسس إحدى الشركات في التسويق الرقمي المهندس راكان الفايزي، أن شيوع استخدام أجهزة الذكية من جوال وتابلت وتوسع الدخول على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي أسهم في اتساع نطاق التسويق الرقمي "الإلكتروني"، مشيراً إلى موازنة التسويق الرقمي في عام 2014 في المملكة تضاعفت مقارنة بعام 2013.

من ناحيته، دعا الرئيس التنفيذي لشركة علم الدكتور عبدالرحمن بن سعد الجضعي إلى توسيع تجربة الدولة في تأسيس الشركات الكبرى على غرار شركتي أرامكو السعودية، وسابك، على أن تتخصص الشركات الجديدة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بهدف تعزيز البيئة الملائمة لتكريس الصناعة المعرفية، مشيراً إلى تجربة الصين في تأسيس شركات عملاقة تعمل في صناعة المعرفة وتمارس دوراً في الأسواق العالمية مثل شركة "هواوي" للاتصالات التي نجحت في غزو الأسواق العالمية في فترة وجيزة، وباتت تحقق منافسة قوية مع شركات الاتصالات العالمية الكبرى العريقة.