ماذا يجري في اتحاد كرة القدم؟ هدوء لا حس ولا خبر بعد الخروج المذل من الدور الأول من بطولة أمم آسيا 2015، ولا اجتماع طارئ أو عاجل أو تصريحات أو وعود بشيء ما وكأن الأمر لا يعني المجتمع السعودي بأكمله بل وكأنه أمر عابر لا يحتاج قرارات صعبة.

استقال رئيس الاتحاد الأسبق الأمير سلطان بن فهد بعد الخروج من الدور الأول من بطولة أمم آسيا في الدوحة 2011، واستقال بعده الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد بعد الهزيمة المرة من أستراليا في تصفيات كأس العالم الماضية بينما رئيس الاتحاد وأعضاؤه الحاليون لا من شاف ولا من دري!.

تبادل بعض الأعضاء الاتهامات عبر وسائل الإعلام وانتهى الأمر، وانتظر المجتمع الكروي التحرك باتجاه لملمة الوضع ودراسة حالة المنتخب والاتحاد ولكن الأمر يبدو طبيعيا ومعتادا فخروج الأخضر من الدور الأول أصبح لا يثير أي شيء في نفوس المسؤولين عن كرة القدم السعودية.

انتظرنا موعد عقد الجمعية العمومية كما أقر ذلك مجلس إدارة الاتحاد في اجتماعه الأخير في مطلع ديسمبر الماضي وحدد الأسبوع الأول من فبراير بل إنه حدد الخامس من فبراير ولكن لم يحدث شيء وظل السكوت التام هو المسيطر على الوضع وكأن هناك من ينتظر حدوث شيء ما لكي يبدأ التحرك أو كأن هناك من ينتظر توجيها معينا لاتخاذ قرار أو إجراء.

أهيب بأعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ممن لهم باع وفهم للأنظمة واللوائح في كرة القدم، وهم قلة، أن يتحركوا في اتجاه عقد الجمعية العمومية وعدم السكوت وانتظار ما سيحدث مثلهم مثل بقية جماهير كرة القدم في المملكة، فأنتم أمام مسؤولية تاريخية من خلال انتخابكم في أول مجلس إدارة منتخب بالكامل في كرة القدم السعودية، فإما عمل حقيقي أو استقالة ترفع قدركم.

إن عدم قيامكم بواجبكم من خلال تنبيه بقية الأعضاء ممن ليس لهم اهتمام بالأنظمة والإجراءات لأهمية الالتزام بعقد الجمعية العمومية في وقتها الذي أنتم وافقتم عليه وهو شهري مارس وسبتمبر من كل عام يعني مخالفة للنظام الأساسي المعمول به حاليا، وبالتالي يعني سحب الثقة من اتحادكم المنتخب.

الأمر هكذا في الاتحادات المتقدمة، إما اجراءات صحيحة وسليمة أو ترك (الجمل بما حمل) والعودة إلى التعيين وإلغاء هذه المرحلة للفشل الذريع الذي حدث بها من خلال سوء التنظيم والتدخلات غير المبررة من جهات أخرى ومن خلال عدم تطوير الأداء وعدم وجود خطة استراتيجية لأعمال الاتحاد.

آخر ما توصلت إليه وأنا أتابع هذا الجمود في اتحاد الكرة أنني خرجت برؤية أن المقصود بتاريخ عقد الجمعية العمومية في قرار مجلس إدارة الاتحاد هو الخامس من فبراير لعام 2016 أي العام القادم، وهذا أقرب تحليل وصلت إليه بعدما انتظرت أن ترسل الأمانة العامة خطابات للأعضاء قبل 30 يوما للعمومية غير العادية و60 يوما للعمومية العادية ولم يتم لا هذا ولا ذاك.

كما أن أعضاء الجمعية العمومية الذين قد يقبلون على أنفسهم عقد جمعية عمومية بأي طريقة ودون إجراءات عقد الجمعية بالشكل الصحيح وفقا للنظام الأساسي تقع عليهم مسؤولية أخرى، وهم الجهة التشريعية العليا في الاتحاد، وأتمنى من ممثلي الأعضاء في الجمعية العمومية ممن لديهم دراية واستيعاب للنظام الأساسي تنبيه بقية الممثلين حتى لا نقع في أخطاء بدائية تضحك علينا أقرب الجيران.