سجل ناديا الأهلي والاتحاد نجاحا كبيرا في الفترة الشتوية بسرعة تغيير بعض اللاعبين الأجانب، بينما تأخر النصر والهلال في وصول لاعبيهم الجدد مع أفضلية نسبية للنصر على الهلال الذي هو الأكثر فشلا في التعامل مع معطيات التغيير قبل بدء الدور الثاني من دوري جميل ولا سيما أنه سبق الجميع بمباراتين مؤجلتين في دوري جميل وكأس ولي العهد.

المفروض أن أي ناد يريد تغيير لاعب أو أكثر أن يسبق قراره بدء فترة التسجيل وخصوصا أنه يصادفها توقف الدوري وبالتالي تكون الفرصة أجود في أن يتأقلم اللاعب الجديد مع البيئة التي سيكون جزءا منها أو هي جزء منه.

ولكن كثيراً من الأندية تبدأ مفاوضاتها والبحث عن لاعبين جدد بعد بدء الفترة أو في منتصفها وربما في آخرها، والأمثلة كثيرة خلال السنوات الماضية وها هي تتكرر هذه السنة مع بعض الأندية الكبيرة التي عليها ضغوط جماهيرية وإعلامية لتحقيق البطولات والمحافظة عليها والبقاء في محيط المنافسة بقوة.

الأهلي الذي سبق الجميع، كانت الأخبار تتواتر عن تغيير اثنين من أجانبه أحدهما الهداف الصاروخي مصطفى الكبير وبالتالي لابد أن يكون بديله أفضل ويحقق مبتغى التغيير وأهداف المدرب السويسري (جروس) الذي أحدث نقلة فنية جميلة في قلعة الكؤوس. ولم يقف عند سرعة التغيير بل أعاد اللاعب النجم الذي يشوبه الغرور "الفوقية" برونو سيزار وبالتالي سيكون الأهلي أكثر قوة ورعبا في الميدان خصوصا إذا نجح "أوزفالدو".

أما الاتحاد فكان أول الأربعة الكبار في تسديد ديون الاحتراف وتغيير أجانبه الذين لم يقتنع بهم المدرب مبقيا "ماركينيو" الذي كان استمراره مثار جدل رغم أنه لاعب مميز جدا.

ولكن مدربه الروماني "بيتوركا" أحدث صخبا في رؤيته بجلب لاعبين من بلاده مع أنه وضع بصمة انضباطية وجمالية ولكن بنتائج معاكسة للأداء. وفي ظل هذه التغييرات يتوقع أن يكون أقوى المنافسين على كأس خادم الحرمين الشريفين ويواصل بناء العميد لمستقبل بطولي العام القادم.

والنصر هو المتصدر وبطل الدوري وكأس ولي العهد العام الماضي، وظل الأقوى في طليعة الكبار رغم أنه غير مدربه الإسباني "كانيدا" وأعاد "ديسلفا" الذي زاد في وهج العالمي بدعم جماهيري هائل. لكنه تأخر كثيرا في جلب لاعبين اثنين برغبة تقوية الوسط والهجوم وقد لايتمكن من إشراكهما أول جولة اليوم الخميس مع قدرته على التسجيل مساء أمس أو صباح اليوم بدفعه كامل الديون، مع عدم إغفال مستوى الانسجام مقرونا بنتيجة المباراة في ردود الفعل.

أما الهلال فهو الأسوأ في التعامل مع الفترة الشتوية بل قد يوصم بالفاشل إداريا وفنيا في هذا الجانب وهو يتأخر في اختيار اللاعب الجديد، وتأخر وصوله زاد الأمر سوءا عودته من مطار الرياض إلى دبي بسبب عدم حصوله على تأشيرة الدخول وهذا يكمل الفشل الإداري في حصول البرازيلي "ديجاو" على (الجواز الفلسطيني) رغم الأخبار شبه الجازمة مما شتت بحث الإدارة عن مهاجم (آسيوي)..!! وقبل ذلك المفاضلة بين "كواك" و"بينتلي" وتغير الحسابات وتصادم رأي الإدارة برغبة المدرب بعد تفوق "كواك" مع منتخب بلاده في كأس آسيا والتوهان الدفاعي (بأمر المدرب) أمام الفيصلي، وضغوط الجماهير في ظل عدم الاقتناع بالروماني "بينتلي" الذي أحضره مواطنه المدرب (ريجي) ويصر على بقائه..! وفي الأصل الهلال بحاجة إلى مهاجم قوي جدا منذ العام الماضي لدعم أو تعويض ناصر الشمراني وياسر القحطاني وهو ما خطط له سامي الجابر حين كان مدربا بلاعب لاتيني مميز جدا (في الصيف) قبل أن تفاجئه الإدارة بإلغاء عقده بدعم شرفي غريب ومعارضة جماهيرية. والآن سيكون "سامراس" تحت مجهر الإنقاذ (هدافا) مع معوقات التأقلم.