افتتح النصر القسم الثاني من دوري عبداللطيف جميل بفوز ساحق على مضيفه نجران بأربعة أهداف ملعوبة، وهذه النتيجة الكبيرة توضح الفارق الفني بين النصر بلاعبيه المحليين المميزين وبين بقية الأندية.

النصر يلتقي الأهلي غدا في نصف نهائي كأس ولي العهد في مباراة حاسمة بطاقم تحكيم محلي، وكان الأجدى أن يكون أجنبيا لحساسية المباراة وقوتها، خصوصا أنها بين البطل والمتصدر الحالي والوصيف، وهما الأفضل حتى الآن في الدوري، وقد أظهرت مباراتاهما أمام نجران وهجر جاهزية تامة لمباراة كبيرة.

هذا النصر البطل منذ عام ونصف العام والمتصدر، والأهلي الذي يقدم مستويات متميزة يتم تجاهل لاعبيهما في اختيارات المنتخب الأخيرة في دورة الخليج وكأس أمم آسيا بشكل أثر سلبا في أداء المنتخب في البطولتين، فخسر نهائي الأولى، وخرج من الدور الأول في الثانية.

النصر دفع ملايين كثيرة في استقطاب اللاعبين المحليين وأصبح الفريق يعج باللاعبين المهاريين والموهوبين في معظم المراكز بل إن مدرب الفريق يحتار من يختار في التشكيلة الأساسية وهذا أمر نادر في معظم الأندية السعودية حاليا.

إن الفارق الحقيقي لأي فريق كرة قدم في العالم هو نوعية اللاعبين والعمل الإداري، أما المعسكرات والشكليات والدعم الإعلامي أو الجماهيري فإنه يتلاشى إذا كانت البضاعة رديئة، والنصر اليوم هو الوحيد تقريبا الذي لم يعسكر خارجيا خلال بطولة آسيا 2015 وعندما شاهدناه عصر الخميس بدا كأنه أقام معسكرا في البرازيل أو فرنسا.

العبرة دائما وأبدا بنوعية اللاعبين وهو ما قام به الأمير فيصل بن تركي عندما جعل عناصر النصر الأفضل والأغلى والأمهر والأكثر موهبة لذلك أصبحت عملية الفوز داخل الرياض أو خارجها متيسرة بفضل الله.

نقول لمسؤولي المنتخب الأول إن لاعبي النصر والأهلي الآن عملة نادرة، وهم الأكثر جاهزية ومهارة وقتالية على الكرة، وبالتالي فإن تواجدهم كأغلبية في التشكيلة الأساسية للمنتخب أصبح حتميا ويجب أن يعتمد عليهم بشكل واسع في تصفيات كأس العالم القادمة 2018 التي تفتتح بعد أربعة أشهر.

إننا على موعد غدا في قمة الكرة السعودية لهذا الموسم بين النصر والأهلي في مباراة من نوع خاص لكثافة النجوم في الفريقين، ولأنها لا بد أن تنتهي بفوز أحدهما، لذلك ستكون المتعة حاضرة، وأتمنى أن تكون الجماهير في الموعد لمشاهدة مباراة ثقيلة جدا فنيا.

الأمر الآخر الذي أتوقف عنده على عجالة هو هذه السرعة التي عليها لجنة المسابقات في إنهاء بطولة ولي العهد في منتصف فبراير!.. حقيقة لا أعلم لماذا هذا الاستعجال، وكان بالإمكان أن يكون نهائي البطولة منتصف مارس أو أوائل أبريل القادمين فليس هناك ما يمنع بل سيعطي الموسم الرياضي أريحية أكبر وانسيابية أكثر وثباتا في المستوى، ولكن هذا الأمر يحتاج مناقشة أوسع وتفصيلا، وسأخصص مقالا خاصا بالمسابقات قريبا.