بالرغم من الأخطاء الكثيرة والكبيرة لاتحاد كرة القدم إلا أن ما يحدث للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم يعد "مهزلة" وإليكم السيناريو الذي بدأ بالدخول في دورة الخليج العربي 22 بالرياض بالمدرب الإسباني لوبيرز كارو الذي كان غير مرغوب فيه من قبل الإعلام السعودي والجماهير الكروية إلا أن اتحاد الكرة أصر وألح على استمراره حتى نهاية الدورة.

وبعد نهاية الدورة تم إلغاء عقده وكان أمام اتحاد القدم (40) يوما لاختيار مدرب جديد لبطولة كأس أمم آسيا في أستراليا، وللأسف يخفق اتحاد عيد في إيجاد مدرب بديل ويتم "التدخل" لاختيار السيد كوزمين الذي يدرب الأهلي الإماراتي ليكون مدربا مؤقتا للأخضر في البطولة.

وبعد الخروج بخفي حنين ومن الدور الأول في أمم آسيا تبدأ مرحلة البحث المتواصلة عن مدرب جديد يقود الأخضر في تصفيات كأس العالم المقبلة 2018 والتي ستبدأ بعد ثلاثة أشهر، وبعد مرور 4 أسابيع على خروجنا المرير، وبشكل مفاجئ يتم التعاقد مع المدرب الوطني فيصل البدين للاستفادة منه في أيام الفيفا المقبلة 23 و31 مارس المقبل.

ما يحدث هو إساءة للمنتخب السعودي ولتاريخه ولاستقراره، وبالتالي فهي إساءة لاسم المملكة وعبث ليس له مبرر إطلاقا، وهل يعقل منذ ثلاثة أشهر ونحن نبحث عن مدرب ولم نصل لأي منهم بالرغم من تواجدهم حول العالم وينتظرون إشارة من اتحادنا لزيادة أرصدتهم.

ما يحدث للصقور الخضر إما أنه قلة خبرة من أعضاء هذا الاتحاد أو عدم اهتمام بمثل هذا الأمر الحيوي الهام للبلد ولواجهتها الكروية التي تسيدت القارة الآسيوية لعقدين من الزمان، وفي كلتا الحالتين الأمر يحتاج إلى تدخل وإنهاء هذا العبث.

للأسف الوقت يمضي، وتصفيات المونديال على الأبواب، ونحن لم نجد في العالم بأكمله مدربا يوافق على تدريب الأخضر رغم أننا الدولة الاقتصادية البترولية الأولى في العالم، والجميع يتمنى الحضور للمملكة، خصوصا وأن البلد لا يوجد فيها ضرائب، وعقود المدربين بالملايين والسكن والمواصلات الفاخرة مؤمنة، ولذلك أرجو ألا يقنعني أحد من المنظرين الفاشلين أن المدربين لا يرغبون في الحضور للمملكة لأن هذا الكلام غير صحيح.

أقول للكابتن أحمد عيد واتحاده المنتخب اعملوا ما شئتم في اللجان، في القرارات، في التعيينات، في العضويات الخارجية، في الجمعية العمومية، في مجلس الإدارة، ولكن فضلا دعوا منتخب الوطن للوطن بعيدا عما تعيشه الكرة السعودية من اضطراب وفوضى في العمل الإداري، واحرصوا على إنهاء موضوع المدرب، والجماهير والمسؤولون لن يسمحوا لكم بخروج مذل جديد من تصفيات كأس العالم المقبلة.

إن التجربة الفاشلة للانتخابات الكروية تجعلني أعيد التفكير في أن هذه المرحلة المتقدمة جدا لا تناسبنا في المملكة على الأقل في الوقت الراهن، ولذلك أتمنى أن تدرس الجمعية العمومية إعادة مرحلة "التعيين" وهذا مسموح به نظاما، والتدرج في الانتخابات بواقع 20% على مدى خمس إدارات بحيث نصل للانتخابات الكاملة بعد عشرين عاما من الآن، وبالتالي تكون الفكرة نضجت تماما وبشكل تدريجي.