وضعت بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي اختتمت في أستراليا في 31 يناير الفائت أوزارها وبدأت القراءات التقييمية للمنتخبات الـ16 التي شاركت في هذه النسخة التي أقيمت للمرة الأولى خارج القارة الآسيوية "جغرافيا".

ولا شك أن النتائج التي أفرزتها البطولة التي توج بها المنتخب الأسترالي للمرة الأولى في تاريخه، كشفت حجم الهوة الكبيرة بين منتخبات شرق القارة ونظيرتها في الغرب رغم المحاولات الجريئة التي قام بها منتخبا الإمارات والعراق وأسفرت عن تأهلهما إلى نصف النهائي قبل أن يرتضيا بالمركزين الثالث والرابع على التوالي بعد خسارتهما أمام أستراليا وكوريا الجنوبية.

ويمكن وصف مشاركة المنتخبات العربية في النسخة الـ16 بـ"الكارثية" بخاصة أنه سبعة منها ودعت من الدور الأول بعد نتائج مخيبة للآمال حيث اكتفى المنتخب العماني في المجموعة الأولى بثلاث نقاط يتيمة وضعته في المركز الثالث متقدما على "الأزرق" الكويتي الذي خرج خالي الوفاض متذيلا ترتيب المجموعة التي تأهل عنها كوريا الجنوبية وأستراليا.

ولا شك أن خروج المنتخبين القطري والسعودي تصدر المشهد العربي في البطولة الآسيوية، فالعنابي دخل المنافسة بصفته أبرز المرشحين من المنتخبات العربية بعد سلسلة النتائج المميزة التي حققها مع مدربه الجزائري جمال بلماضي وكان أبرزها إحراز "خليجي 22" في الرياض، فيما كان الشارع الرياضي السعودي متفائلا بمشاركة جيدة للأخضر تحت قيادة "الخبير" كوزمين أولاريو لكن الرياح الأسترالية كانت قاسية.. فخرج الأخضر من الدور الأول مشرعا التأهل أمام الصين وأوزبكستان عن المجموعة الثانية.

وكان التأهل عن المجموعة الرابعة منطقيا حيث بلغ منتخب العراق ربع النهائي بعدما انحصرت المنافسة بينه وبين نظيريه الفلسطيني والأردني مقابل "تغريد" المنتخب الياباني خارج السرب.

نظام جديد

كل هذه المعطيات الفنية تؤكد أن الفارق بات كبيرا ويحتاج إلى معالجة سريعة قبل فوات الأوان بخاصة أن تصفيات كأس العالم روسيا 2018 تبدو على الأبواب.

وبحسب النظام الجديد الذي أقره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والقاضي برفع عدد المنتخبات إلى 24 منتخبا في البطولة المقبلة التي ستقام عام 2019 في الإمارات أو إيران، فإن فرص المنتخبات العربية تبدو أكبر في التأهل إلى البطولة القارية لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أن إمكانية التأهل إلى المونديال تبدو وفيرة إذا ما بقي المستوى الفني على حاله.

ويهدف التوجه الذي اعتمده الاتحاد الآسيوي في الصيف الماضي على هامش كونجرس البرازيل 2014 إلى ضمان حصول المزيد من الاتحادات الوطنية على فرصة خوض المنافسات على أعلى مستوى من خلال دمج الأدوار الأولية من تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس آسيا.

ومن المفترض أن تبدأ تصفيات الدمج في يونيو المقبل ويسبقها إقامة الأدوار التمهيدية حين تتواجه المنتخبات المصنفة من 35 إلى 46 فيما بينها ذهابا وإيابا في مارس المقبل وفقا للقرعة التي سحبت أول من أمس في كوالالمبور حيث عرف 12 منتخبا هوية الفريق الذي سيقابله.

وجاءت قرعة تصنيف المنتخبات 35 إلى 46 بحسب التصنيف الأخير الصادر عن (الفيفا)، حيث تم تقسيمها على مستويين في القرعة، ويتقابل كل فريقين بنظام الذهاب والإياب يومي 12 و17 مارس المقبل.

ويتم تقسيم المنتخبات الـ40 على ثماني مجموعات، يتأهل أول كل مجموعة إلى جانب أفضل أربع منتخبات تحصل على المركز الثاني إلى نهائيات كأس آسيا 2019، وإلى الدور النهائي من تصفيات كأس العالم 2018.

ويتنافس أفضل 24 منتخباً من المنتخبات المتبقية في التصفيات الأولية من الحاصلين على المركز الثاني إلى جانب أصحاب المراكز الثالث والرابع وأفضل أربع منتخبات تحصل على المركز الخامس على المقاعد المتبقية من أجل التأهل إلى كأس آسيا، حيث تقسم على ست مجموعات، وتضم كل مجموعة أربعة منتخبات يتأهل منها الأول والثاني مباشرة إلى البطولة القارية ليصبح العدد 24 منتخبا.

إلغاء التأهل المباشر

وبحسب النظام الجديد فقد ألغي التأهل المباشر لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في النسخة السابقة كما ألغيت بطولة كأس التحدي الآسيوي من قائمة بطولات الاتحاد حيث كانت النسخة التي أقيمت في المالديف العام الماضي هي الأخيرة من البطولة فيما احتفظ صاحب الضيافة بالمشاركة مباشرة في البطولة.

أما بالنسبة لتصفيات كأس العالم 2018 فسيتم تقسيم المنتخبات الـ12 المتأهلة من "الدمج" على مجموعتين يتأهل منها الأول والثاني مباشرة إلى المونديال فيما يلعب صاحبا المركزين الثالث مباراتين ذهابا وإيابا ليتأهل الفائز لملاقاة المنتخب صاحب المركز الخامس في تصفيات أميركا الجنوبية.

أي تصنيف سيُعتمد؟

سيتم تقسيم المنتخبات الـ40 على ثمانية مستويات حيث يكون في المستوى الأول المنتخبات الثمانية الأولى في القرعة التي قرر الاتحاد الآسيوي إجراؤها في منتصف أبريل المقبل بحسب ما علمت وكالة "فرانس برس" ما يعني أن التصنيف الآسيوي الذي سيصدر مطلع أبريل المقبل سيكون المعتمد قبل إجراء القرعة.

وبناء عليه يتعين على المنتخبات "العربية - الآسيوية" تحصيل ما يتيسر من نتائج جيدة في المباريات الودية المقررة من الآن وحتى نهاية مارس سعيا لتعويض الإخفاقات التي أصابتها في النسخة الأخيرة من كأس آسيا والتي ستؤثر بلا أدنى شك على تصنيفها المقبل الذي سيصدر اليوم.