دائما وأبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة مبدعون في الميادين التنافسية مرفرفين بعلم التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، ورافعين اسم المملكة العربية السعودية فوق الجميع، يتأججون حماسا وإخلاصا بأنهم أهل للمسؤولية التي ضيعها كثيرون.

وليس جديدا أن يكون لهم نصيب الأسد أو على الأقل ينالون غلة مميزة تثبت حضورهم البطولي في أي مشهد وحدث إقليمي أو عربي أو قاري أو أولمبي أو عالمي.

ولكن الأجمل والأقوى مواصلة تحقيق الألقاب واحتكارها وكسر أرقامها لتبقى سعودية، وهذا ما فعله قبل يومين البطل العالمي الكبير هاني النخلي محطما الرقم العالمي السابق والمسجل باسمه في منافسات رمي القرص لبطولات الـIPC ضمن منافسات بطولة فزاع الدولية السابعة لألعاب القوى لذوي الإعاقة في مدينة دبي.

والرقم العالمي الجديد هو 28.76 مترا كاسرا به رقمه العالمي الخاص الذي نال على إثره الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية الـ17 في كوريا الجنوبية "أينتشون 2014"، إضافة إلى تأهله لبطولة العالم لألعاب القوى 2015 المقررة في أكتوبر المقبل في الدوحة.

وحتى كتابة هذا المقال وصلت الحصيلة إلى 26 ميدالية سعودية منوعة في هذه البطولة الدولية المهمة.

ومثل هذه الإنجازات التي يصدح بها أبطالنا من ذوي الإعاقة تأكيد متجدد على وجود المواهب والمبدعين، الذين يثابرون ويعملون ويستثمرون الفرص لإثبات قيمتهم في المجتمع. ودروسهم الذهبية لا تقف عند حد معين، متى وجدوا الاهتمام والدعم، وهذا أمر يحسب لكل من عمل على اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تطور إلى اللجنة البارالمبية بما يعزز نشاطها ويرفع قيمة أعمالها لمصلحة رياضيي ذوي الاحتياجات عالميا.

والحقيقة أن كل من عملوا مع هذه الفئة الغالية بدءا من الأمير سلطان بن فهد، ثم الأمير نواف بن فيصل، أنجزوا، وهذا يؤكد مدى حرص الجميع على تلبية احتياجات اللاعبين والمدربين، ومن بين من خدموا بتفان الدكتور ناصر الصالح الأمين العام السابق لسنوات عدة. والآن تم تشكيل إدارة جديدة بقيادة أحمد المقيرن ومعه حسام الصالح مع عودة الزميل الإعلامي المخضرم خالد الحسين وجهود كل من رافقوا البعثة الحالية في دبي، متأسفا لمن لم أشر إليهم، فهم جميعا يستحقون الثناء والشكر والتقدير.

والشكر موصول للأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب، الحريص كل الحرص على مواكبة الإنجازات ودعم الأبطال، وقبل ذلك تهيئة سبل النجاح من خلال عمل متطور في وقت وجيز.

وللتذكير فإن هذه الفئة الغالية في حاجة فقط إلى منحها حقوقها الطبيعية مقابل ما تقدم من إنجازات كبيرة في منافسات وبطولات عدة، والأمل كبير أن يتم تكريمهم جميعا على وجه السرعة من القيادة الرشيدة، وأن تحرص اللجنة الأولمبية على التواصل مع القطاع الخاص لتنظيم حفل تكريمي يليق بهم ويحفزهم أكثر وينصفهم.

ولعل من الثمار الطيبة التي تذكر في هذه المناسبة، وجود رجال أعمال محبين للرياضة ممن أثروها بالدعم والمتابعة مثل أحمد المقيرن وحسام الصالح، وهذا يساعد في تلبية بعض الاحتياجات المهمة والحيوية، ويسهل من تفاعل رجال الأعمال الآخرين.

بقي دور الإعلام الذي مهما قدّم يعد مقصرا في حقهم، ومن جانبي لم تعجبني الكثير من وسائل الإعلام في عدم منح هذا الإنجاز مساحة ذهبية، بل إن الغالبية نشروا الخبر على استحياء وفي مساحة غير لائقة بالإنجاز.

ولست من يلقن الزملاء الأعزاء كل في مكانه ومؤسسته، لكن رياضتنا في حاجة ماسة إلى إبراز الأبطال في أي لعبة، إذ تتعاظم المسؤولية بقيمة الإنجاز الذي هو "عالمي".

والأمل كبير أن تحرص كل القنوات والصحف على منح الأبطال ما يستحقون بعد عودتهم.

شكرا لكم جميعا أيها الأبطال بقيمة الذهب والأرقام التي صافحتم بها وطننا الحبيب.