من أهم عوامل نجاح فريق النصر العام الماضي في العودة لمنصات الذهب ببطولتين، العمل المثالي إداريا ونفسيا من لدن الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي، دون أن أغيب الدور القوي للمدرب (الجنتل) كارينيو.

الأمير فيصل كان يتابع كل شيء يوميا داخل النادي ويرافق الفريق في جميع المباريات، وهذا زاد في ثقافة التعامل مع اللاعبين والمدربين والأحداث، ومنها ما يواكب المباريات من تصرفات تساهم في الضغط على الحكام، والتعايش مع الجماهير.

ومن المناسبات الأخيرة التي تؤكد مدى اهتمام الأمير فيصل بن تركي بمعنويات اللاعبين وانسجام الجميع كأسرة واحدة، الاحتفاء بأفراد البعثة في منزله بجدة ورحلة بحرية ووجبة (غداء) بعد العودة من مكة والفوز الصعب جدا على الوحدة في دور الـ32 من كأس خادم الحرمين الشريفين.

كاد النصر أن يخسر ويخرج مبكرا، بما يثبت الاهتزاز النفسي والفني في المباريات الأخيرة، فوجد الأمير فيصل بن تركي أن مثل هذه الرحلة البحرية خيار مثالي لتخفيف الضغوط، وليس أجمل من الصور التي نشرت في بعض الصحف ومواقع التواصل والأمير فيصل بلباس رياضي واللاعبون يتعايشون بحرية تامة.

وقبل ذلك بأسبوع بُثت صور والأمير فيصل بن تركي يشارك اللاعبين وجبة عشاء في النادي قيل إنها احتفالية خاصة من النجم أحمد الفريدي الذي عاد بقوة وأصبح أحد أهم الأساسيين.

والنصر مع اشتراكه في دوري آسيا صار يعاني كباقي الأندية المشاركة محليا وخارجيا من كثرة المباريات مما يتطلب عملا مختلفا على عدة أصعدة، ومنها الجانب اللياقي وتدوير بعض اللاعبين، والجانب النفسي، لا سيما أن التعادل سيطر على أول مباراتين أمام بونيدكور الأوزبكي ولخويا القطري، وفاقم هذه السلبيات إصابة النجم إبراهيم غالب بالرباط الصليبي بطريقة مزعجة ومؤلمة جدا.

وتوسعت السلبيات بالحضور الجماهيري القليل في المباريات التالية مما أغضب الرئيس الأمير فيصل بن تركي الذي صعق جماهير ناديه بتصريح صريح وقوي لم يرق لأغلبية النصراويين.

فيصل بن تركي كان صريحا وهو "يتساءل" إن كان لمنافسة الهلال العام الماضي دور مؤثر في الحضور الجماهيري وهذه حقيقة بين الناديين الأكثر جماهيريا والأقوى تنافسا على الصعيد الإعلامي في الداخل والخارج، دون أن أقلل من قيمة تنافس الاتحاد والأهلي، لكن "صخب" الهلال والنصر أقوى.

والحقيقة الأقوى أن سامي الجابر كان أحد أهم أطراف التنافس الجماهيري العام الماضي مدربا للهلال، وشكّل لوحده علامة فارقة متميزة.

ولذا كان على جماهير النصر أن تستجيب لنداء الرئيس الذي كان صريحا ومحقا بدافع الحب والتقدير.

العام الماضي وبالإجماع كان فيصل بن تركي أحد أهم النجوم وهو يستفيد من عمل ثلاث سنوات ليفوز بالكعكة الكبرى ويقدم مع باقي جنوده أثمن الهدايا لمحبي النصر بطولتين لا تنسيان أمام المنافس التقليدي الهلال. وسار هذا العام بشكل جيد وبثقة كبيرة حتى وهو يغير المدرب "كانيدا" بعد الثلث الأول ويعيد "داسيلفا"، لكن الأمير فيصل بن تركي "شطح" في تصريحات ضد أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والحكام ثم دخوله لأرضية الملعب ومحاصرة الحكام وإطلاق تصريحات بمثابة الوعيد والتهديد، وكذلك استثمر مكانه ضمن البدلاء وذهب لمناقشة الحكام والضغط عليهم في ظل تساهل الحكام ولجنة الحكام ولجنة الانضباط وعدم تدخل مجلس الاتحاد بما يحمي الحكام واللعبة من أية ضغوط تستفز المنافسين بما يؤدي إلى تفاقم ردة الفعل.

وفي هذا الصدد ننتقد الأمير فيصل بن تركي مثلما نشيد بعمله الإداري والنفسي، وننتقد اتحاد القدم بشدة ونلومه أكثر، متمنين أن تكون اللجان على قدر من المسؤولية بما يحفظ شخصية وهيبة ونزاهة اللعبة.