الصراحة والوضوح ومواجهة المشاكل بحزم من دواعي النجاح، وهو ما صار أكثر سطوعا في السنتين الأخيرتين، ولاسيما على صعيد كل ما هو مضر بصحة اللاعب السعودي وضعف وعيه تجاه المحظورات الدولية، سعيا إلى إنعاش الرياضة السعودية وإعادتها إلى وهجها.

واللاعب المحترف لدينا بشكل عام مازال يحبو، بسبب عدم حرصه على اتباع ما هو مفيد وتجنب ما هو سلبي وضار، مع تحميل الجهات ذات العلاقة مسؤولية أكبر في ضعف المراقبة والضوابط وأساليب التوعية، دون أن نغفل الندوات التي تقيمها لجنة الرقابة على المنشطات التي تستثمر مختلف المناسبات لتوسيع رقعة التعريف بأعمالها.

ومقال اليوم يتزامن مع عقد مؤتمر دولي بالرياض لمدة يومين بعنوان "قانون المنشطات والرياضة 2015"، وتنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع وزارة الداخلية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا). ويشارك فيه عدة منظمات دولية بما يؤكد حرص الرئاسة العامة لرعاية الشباب على دورها التربوي والتوعوي والقانوني لمصلحة الرياضة والرياضيين والشباب بصفة عامة، وفي جانب آخر تعميق تواصلها مع المنظمات الدولية بما يثبت حرصها على الإشراق بالرياضة السعودية ومحاكات كل ما هو دولي.

والأكيد أن لوجود هذه المنظمات الدولية وخبرائها في عاصمتنا الحبيبة الرياض، أهمية قصوى في النهوض بالعمل الرياضي وكل ما من شأنه رفع مستوى التنظيم وتجاوز الأزمات والارتقاء إلى من سبقونا ورفع مستوى قدرات الكفاءات لدينا.

وفي هذا السياق، سبق وتحدث أكثر من مسؤول لدينا عن تجاوزات خطيرة ووقوع الكثير من لاعبينا في شر المهلكات بعد تحول الكثير منهم إلى "مليونيرية" في لمح البصر...!

ووصل الأمر إلى التحذير من المخدرات والمسكرات بعد أن كنا نراقبهم في تعاطي المنشطات التي تعطي المزيد من القوة والنشاط والحيوية بآثار سلبية صحيا وتنافسيا.

وقبل أسبوع تم توقيع مذكرة تفاهم بين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ورابطة دوري المحترفين السعودي بما يؤكد وقوع ضحايا لمجرمين احترفوا الإطاحة بالشباب والجهلة، حيث شدد رئيس الرابطة محمد النويصر على أهمية الوقاية وحماية الرياضة من هذه المزالق.

وأشارت مذكرة التفاهم إلى التوعية بأضرار المخدرات لمصلحة الوطن وشبابه من خلال نشرات توعوية ومحاضرات ومواد تلفزيونية واستثمار المشاهير.

والفائدة هنا لن تقتصر على الرياضيين بل سائر المجتمع والتوسع إلى كيفية مواجهة مجرمي هذه التجارة المحرمة.

وفي هذا الإطار لفت نظري خبر يؤكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وافق على تطبيق نظام جديد لتدوين بيانات العقاقير المنشطة الموسم المقبل، وتطبيق برنامج مكافحة المنشطات في بطولة أوروبا 2016. وسيطبقها في جميع مسابقاته وسيساهم في "إصدار جوازات سفر بيولوجية" للاعبين. وسيكون هناك اختبارات "خارج فعاليات البطولة" قبل بدء منافسات "يورو 2016". وكذلك عقب كل المباريات، حيث وافقت اللجنة الطبية بـ"اليويفا" على هذه البرامج.

هذا الخبر رسالة واضحة تؤكد إلى أي مرحلة وصل خطر المنشطات على لعبة كرة القدم، ويحسب للرئاسة العامة لرعاية الشباب ورابطة المحترفين التحرك القوي داخليا ودوليا لدرء المخاطر التي تدار باحترافية من لدن مجرمين، كفى الله شبابنا ووطننا أشرارهم.

وفي هذا الصدد نأمل من الجهات ذات العلاقة والأندية أن تكون أكثر حرصا على القيام بمسؤولياتها وواجباتها في التوعية والمراقبة والمحاسبة.