سجل الحضور الجماهيري لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم "2015" رقما قياسيا جديدا أسهم بشكل كبير في حصول بعض الأندية على الانتصارات المتتالية كالاتحاد الذي كان يقدم مستويات متوسطة في بداية الدوري وبمؤازرة جماهيره العريضة تجاوز فيها حاجز الـ500 ألف مشجع، وربما يصل الرقم المليون مشجع، حيث يمثل جمهور الاتحاد 42% من إجمالي الحضور في الدوري بشكل عام، كذلك جمهور فريقي نجران والعروبة اللذين يقدمان مستويات مميزة، خصوصا في المباريات التي تقام بأراضيها وبدعم جماهيرها افترست عددا من الأندية الكبيرة وكسب نقاط مواجهتها بالحضور المؤثر لجماهيرها.

وتعد الجماهير العامل الأول في دعم اللاعبين ورفع الروح المعنوية لهم على الرغم من أنه في كثير من الأحيان يكون الأداء الفني لا يصل للمستوى المطلوب بحسب المحللين بيد أن الحضور الجماهيري المكثف يسهم في مضاعفة اللاعبين للجهد وتقديم كل ما لديهم وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية.

ويرى الناقد الرياضي خلف ملفي أن ثمة عوامل لم تساعد الجماهير على حضور مباريات أنديتها، منها الاختبارات الشهرية للطلاب وتأخر توقيت المباريات، حيث إن 90% من الحضور الجماهيري طلاب، وأضاف "أن بعض الأندية كالاتحاد استفاد من دعم جمهوره الذي يمثل ظاهرة جديدة هذا الموسم كما كانت تفعل جماهير النصر في الموسم الماضي، حيث كانت تمثل ظاهرة جديدة في الملاعب السعودية للمرة الأولى نشاهدها، وتوجته في نيل بطولتي الكأس والدوري بعد غياب دام لـ17 سنة عن البطولات، وفي هذا العام نرى جماهير الاتحاد تواصل مشوار النصر العام الماضي نفسه بتقديم مستويات جيدة مكنته من تحقيق المركز الثالث رغم الظروف التي يمر بها الفريق وعدم الاستقرار الفني ولكنها ساعدته على الثبات والاتزان". وتابع "في المقابل غاب جمهور الهلال عن متابعة فريقه في الدوري لخروجه رسميا من المنافسة وأصبحت الجماهير تحضر بكثافة فقط في مباريات الفريق الآسيوية".

واستغرب ملفي من عدم حضور جماهير النادي الأهلي بكثافة رغم المستويات المذهلة التي يقدمها الفريق على جميع المنافسات، إذ من المفترض أن يكون الحضور أكثر من ذلك بكثير أسوة بجارهم وندهم التقليدي الاتحاد".

من جانبه، أكد المحلل الرياضي مدني رحيمي أن الحضور الجماهيري يمثل شكلا جماليا بديعا ولافتا للأنظار، كما في الدوريات الأوروبية، مثلا ملعب الجوهرة في جدة جديد ولا يكتمل جماله إلا بالحضور الجماهيري، وقال "أحب أن أشيد بجمهور الاتحاد لمؤازرته لفريقه في جميع المباريات، حيث أصبح مضربا للمثل بل واستحدث مسمى جديد (جماهير القرار) حيث أصبحت الجماهير من يقيل مدربا أو لاعبا وخلافه وهذه ظاهرة جديدة وجيدة تشكر عليها إدارة الاتحاد ممثلة برئيس النادي إبراهيم البلوي".

وأضاف رحيمي "أن جمهوري المتصدر النصر ووصيفه الأهلي سجلا غيابا عن بعض مباريات الفريقين وربما يكون للحضور الجماهيري خلال الـ7 جولات المتبقية اليد الطولى في تحقيق البطولة لأي من الفريقين".

من جهته، ذكر الناقد الرياضي مسلي آل معمر أن الحضور الجماهيري هذا الموسم يعد الأكبر من ناحية الأرقام، وهذا شيء رائع يكمل منافسات دوري جميل، حيث إن ملعب الملك عبدالله بجدة كان أحد أسباب هذا الحضور الكبير لأندية جدة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن جماهير الغربية كانت مظلومة في السابق، حيث لم يكن لديها طاقة استيعابية في الملاعب تمكنها من حضور المباريات والاستمتاع بها، وأضاف مسلي "جمهور النصر غاب هذا العام ولم نجد له حضورا مثلما كان يفعل في الموسم السابقة، حيث إنهم كانوا يحضرون لمباريات الفريق عام 2007 بكثافة رغم أن الفريق كان يقدم مستويات سيئة، ولقبوا خلالها بجمهور الشمس، كذلك في العام الماضي كانوا يدعمون الفريق بحضورهم لكل مباراة وتشجيعهم للاعبين، وأعتقد أن منافستهم مع الهلال إبان إشراف المدرب الوطني سامي الجابر للهلال كان سبب هذا الحضور، بينما هذه السنة لم نشاهدهم بتلك الكثافة رغم مطالبات رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي لهم، وربما نشاهدهم من جديد في اللقاءات المقبلة، خصوصا أمام الفريق المنافس الأهلي".

وعن جمهور الأندية الأخرى، قال "أندية نجران والعروبة فإن أهالي منطقتي نجران والجوف يحضرون لمتابعة مباريات الفريقين مع الأندية الكبيرة كالنصر والهلال والاتحاد وغيرها ولا نشاهدهم في المباريات الأخرى للفريقين".